محمود خليل، نموذج لصوت متضامن أرادوا إسكاته فصار صرخةً أقوى. شاب فلسطيني حمل القضية الفلسطينية إلى أروقة جامعة كولومبيا، لم يخف من السلطة، لم يساوم على مبادئه، ولم يتراجع عندما حاولوا ترهيبه. كان في مقدمة من قادوا حملات سحب الاستثمارات، وواجه ضغوطًا لا يتحملها إلا أصحاب العزائم الصلبة، حتى جاءت لحظة القمع: اتُهم بالتهديد الأمني، وحرّضت ضده منظمة بيتار الأمريكية، بل وصل الأمر إلى أن يشبّهه ترامب بالمتعاطف مع الإرهاب. اعتقلوه ليكون عبرة، لكنهم لم يدركوا أن الاعتقالات لا تردع أصحاب القضية، بل تصنع مزيدًا منهم.
اليوم، محمود ليس وحده خلف القضبان. معه يقف 1.7 مليون شخص وقعوا على عريضة تطالب بحريته، ومعه أصوات المحتجين الذين يهتفون باسمه في شوارع أمريكا، ومعه موجة تضامن عبر القارات تؤكد أن الظلم لن يمر بصمت. لم يستطع القمع أن يخيفه، ولن يستطيع أن يخيفنا. فكلنا محمود، وكل اعتقال يزيدنا إصرارًا على دعم فلسطين.