مؤخرًا، تحدّت "بن آند جيريز" شركتها الأم "يونيليفر" برفع دعوى قضائية ضدها، بعد أن حاولت عرقلة جهودها لدعم فلسطين. الصراع بين الطرفين ليس جديدًا، وهذه الجرأة تجسّد تمسك "بن آند جيريز" بمواقفها الأخلاقية، رغم الضغوط التي تواجهها من شركتها الأم، مما يجعلها نموذجًا نادرًا لشركة تجارية تتحدى الهيمنة والتواطؤ في سبيل مبادئها.
وبينما تسعى "يونيليفر" للحفاظ على استثماراتها ومصالحها التجارية العالمية، تواصل "بن آند جيريز" الدفاع عن مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدة أن التزامها الاجتماعي يمثل أولوية على المكاسب المالية.
احتشد حقوقيون ومؤيدون لفلسطين أمام المحكمة العليا في بريطانيا، للاحتجاج ضد استمرار حكومة بلادهم بتصدير الأسلحة لكيان الاحتلال، والتي يستخدمها في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بوقف الحرب ووقف تسليح الاحتلال.
شهدت مدينة ليفربول في المملكة المتحدة، مظاهرة داعمة لفلسطين، رغم الطقس الماطر. وذلك بمشاركة العديد من المجموعات والمنظمات الداعمة للقضية الفلسطينية، مثل حملة التضامن مع فلسطين وحركة المقاطعة، بالإضافة إلى "أصدقاء فلسطين في مانشستر الكبرى".
رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة ووقف الدعم الغربي للاحتلال. وأكد المشاركون في الوقفة على أهمية التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقه.
تتصدر المنتجات التجميلية العالمية قائمة مشتريات السيدات حول العالم، لكنها خلف الإعلانات البراقة تخفي تمويلًا لدولة الاحتلال ودعمًا لسياساته الاستعمارية. لقد كشفت المقاطعة عن الوجه الحقيقي لشركات شهيرة تجاوزت كونها رموزًا للجمال، لتصبح أدوات تمويل تدعم الاستيطان وانتهاكات حقوق الفلسطينيين، بالإضافة إلى استثماراتها المباشرة في تسليح جيش الاحتلال واستمرار جرائمه.
من هنا، أصبحت مقاطعة هذه المنتجات واجبًا أخلاقيًا على كل سيدة تدعم القضية الفلسطينية، لأن الخيارات اليومية تصنع الفارق في معركة الحق وتُسهم في تقويض جرائم الاحتلال. حرب غزة أعادت ترتيب الأولويات وبلورت مفهومًا جديدًا للجمال؛ مفهومًا يرفض بريق الوجه المصنوع بمنتجات متورطة في الإبادة، ويحتفي بجمال المواقف النبيلة والتضامن مع المظلومين. قاطعي لأجل فلسطين، فالجمال الحقيقي هو دعم الحياة لا تمويل القتل.
نظمت أكثر من 60 منظمة من نشطاء المناخ مسيرة ائتلاف العدالة المناخية في 16 نوفمبر 2024 في لندن، المملكة المتحدة، مطالبين الحكومة البريطانية بوقف دعمها لانتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، بالإضافة إلى عدد من القضايا البيئية الأخرى.
تظاهر داعمو فلسطين في شمال ويلز خلال مؤتمر حزب العمال الويلزي، معبرين عن رفضهم لموقف زعيم الحزب كير ستارمر الداعم للاحتلال الإسرائيلي. رفع المتظاهرون لافتات وشعارات تندد بالصمت تجاه معاناة غزة، وحملوا أشكالًا ترمز إلى "أطفال رضع ميتين" ملفوفين في أكفان. وهتفوا بشعارات مثل "عار عليكم" و"فلسطين حرة" أمام مقر المؤتمر، في احتجاج يعكس الغضب من موقف الحزب وصمته إزاء الجرائم بحق الأبرياء في غزة.
تظاهر مغربيون في وقفة احتجاجية دعت لها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في مدينة الدار البيضاء، أمام القنصلية الأمريكية، أمس السبت، وذلك للتنديد بمشاركة الإدارة الأمريكية في العدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، إلى جانب المطالبة بتوقيف حرب الإبادة الجماعية، وتأتي هذه الوقفة، تزامنًا مع تواصل العدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، مخلفًا الآلاف من قتلى والجرحى.
أثبتت حملات المقاطعة الاقتصادية في إندونيسيا فاعليتها كأداة ضاغطة ذات تأثير قوي ومستمر، إذ أطلق مجلس العلماء الإندونيسي في عام 2023 فتوى تدعو لمقاطعة الشركات المرتبطة بالاحتلال تأكيدًا للواجب الإنساني في دعم فلسطين. وقد حققت هذه الحملة استجابة شعبية واسعة، مسجلةً نجاحات ملحوظة في السوق الإندونيسي، حيث شهدت شركات عالمية، مثل "دانون" و"بيتزا هت"، تراجعًا كبيرًا في الطلب، ما دفع بعضها إلى تغيير أسماء منافذها لتجنب خسائر أكبر.
كانت "كنتاكي فرايد تشيكن" من أبرز المتضررين، حيث سجلت شركة "فاست فود إندونيسيا" خسائر بلغت 35.2 مليون دولار أمريكي في الربع الثالث من 2024، وأغلقت 47 فرعًا . ما يعكس قوة المقاطعة كوسيلة فعّالة لدعم فلسطين، وتُظهر إندونيسيا كمثال ملهم للتضامن الشعبي، مؤكدةً على قدرة الشعوب في المقاومة الاقتصادية لنصرة فلسطين. وفي ظل هذا النجاح الملهم، يبقى السؤال: ما هي الشركة التالية التي ستكبدونها الخسائر؟
تُعد سوزان ساراندون واحدة من أبرز الأسماء في صناعة السينما الأمريكية، حيث فازت بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "Dead Man Walking" عام 1996، ولها العديد من الأعمال الفنية المميزة التي تركت بصمة في تاريخ هوليوود. كما حصلت على العديد من الجوائز الأخرى، مثل جائزة "بافتا" وجائزة نقابة ممثلي الشاشة.
رغم الضغوط المهنية، اختارت سوزان ساراندون دعم فلسطين من خلال مشاركتها في تظاهرات ووقفات احتجاجية عدة في الولايات المتحدة، معلنةً رفضها التام للإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة. كان من أبرز هذه الاحتجاجات، تلك التي نظمها التجمع النسوي الفلسطيني في واشنطن. وعلى منصاتها الاجتماعية، لم تتوقف عن نشر مواقفها الداعمة لفلسطين، حيث كتبت سابقًا على منصة إكس: "ليس من الضروري أن تكون فلسطينيًا لتشعر بما يحدث في غزة، أنا أقف مع فلسطين.. لا أحد حر حتى يتحرر الجميع."
لكن موقف سوزان التضامني، دفع بعض استوديوهات هوليوود الكبرى إلى إدراج اسمها في "القائمة السوداء"، وهي قائمة تضم الأشخاص الذين يتم منعهم من العمل في صناعة السينما بسبب مواقفهم السياسية أو الاجتماعية. من بين الجهات التي قررت قطع علاقتها معها كانت وكالة "يو تي إيه"، إحدى أكبر وكالات التمثيل في هوليوود، التي تملك سلطة التحكم في العديد من الفرص التي قد تتاح للفنانين. بالمقابل، أشارت سوزان إلى التضييق الذي يعانيه العديد من الأفراد الذين عبروا عن مواقف مشابهة، قائلة: "هناك الكثير من الناس فقدوا وظائفهم كحراس، وككتاب، وكرسامين، وأشخاص يعملون في الكافتيريا، ومعلمين بدلاء تم فصلهم لأنهم غردوا بشيء ما، أو أعجبوا بتغريدة داعمة لفلسطين، أو طلبوا وقف إطلاق النار."
إلى جانب مسيرتها السينمائية، تُعرف سوزان ساراندون بنشاطها الاجتماعي البارز طوال حياتها الفنية. فقد دافعت عن حقوق الأقليات وساهمت في الترويج للقضايا الإنسانية. كما عملت كسفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف، وحازت على جائزة العمل ضد الجوع الإنسانية في عام 2006.
خلال لعب نادي ديري سيتي لكرة القدم في نهائي كأس الاتحاد الأيرلندي، رفعت الجماهير لافتات ضخمة مكتوب عليها: “فلسطين الحرة” في الملعب، تعبيرًا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية.
كما وتظاهرت مجموعة "دوبس لدعم فلسطين" للتأكيد على دعمها الثابت لفلسطين الحرة، وللمطالبة بفرض العقوبات ضد نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
في وقت لاحق، شارك عدّاؤو فلسطين من كورك في سباق توماس كينت لمسافة 10 كيلومترات، تكريمًا لذكرى توماس كينت الذي أُعدم عام 1916 بسبب مشاركته في تمرد عيد الفصح الأيرلندي، وهو الذي يعتبرونه مثالًا للنضال الأيرلندي ضد الاحتلال البريطاني، والذي يذكرهم بالنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.