على متن القارب المتجه لغزة يؤكد النشطاء أن ما يحملونه معهم من مساعدات هي كميات "رمزية" وأن الهدف الحقيقي هو كسر الحصار واتخاذ خطوة حقيقية على الأرض تجاه الإبادة المستمرة.
صحيح أن المساعدات رمزية بكمياتها، لكن كل صنف منها بتصل بحقائق قاسية على الأرض في غزة ابتداءً من الغذاء والدواء وليس انتهاءً بالأطراف الصناعية وأجهزة تحلية المياه وحتى الصحفيين والنشطاء الأجانب الممنوعين من دخول غزة لقرابة عامين.
ما تحمله "مادلين" لن يغير شيئًا من حقيقة المشهد في غزة، لكنه يسلط الضوء على حقيقة واحدة هي أن البحر لم يكن غاية بل وسيلة في ظل إغلاق معبر رفح، وأن الكميات الرمزية على القارب، يقابلها آلاف الأطنان مكدسة على الشاحنات التي تتلف في الحر والتكديس لانعدام قرار عربي بفتح المعبر أو ترك الاحتلال في مراجهة قوافل لا تنتهي من المتضامنين المستعدين للزحف إلى غزة مهما كان الثمن.
قد لا تستطيع الدول العربية ومصر في مقدمتها إرغام العدو على فتح المعبر، لكنها قادرة على جعل هذا الشريط الحدودي ساحة زحف سلمي ومواجهة تكلف الكيان فضيحة عالمية لا نهاية لها باصطدامه بآلاف النشطاء والنقابيين والإعلامييين العزل، ولتدفع "إسرائيل" ثمن جنونها وإجرامها وعنجهيتها أمام كل الدنيا.