لماذا قارب؟ لماذا البحر؟ أسئلة جوابها العجز العربي
طن واحد من الأدوية وكميات بسيطة من الإمدادات الغذائية التي تضم فقط حليب الأطفال والأرز والطحين، وعدد من الأطراف الصناعية وأجهزة تحلية المياه، هي كل حمولة القارب “مادلين” الذي كان يسعى للوصول إلى غزة وكسر حصارها بهذه الحمولة التي وصفها النشطاء على متنه بـ “الرمزية”.
أطلقت “مادلين” وأبطالها شرارة انتفاضة السفن مجددًا، وشقت طريق البحر لتفتح طريق البر لقافلة الصمود وآلاف النشطاء الذين يعتزمون الزحف برًا نحو غزة، لكن “مادلين” أطلقت أيضًا سؤالًا كبيرًا، لماذا البحر وليس البر؟ لماذا قارب محمل بكميات محدودة من الإمدادات، في الوقت الذي تتكدس آلاف شاحنات الإمدادات الطبية والغذائية بطول كيلومترات تحت لهيب الشمس الحارقة في سيناء، دون أن يُسمح لها بالعبور من معبر رفح، أو أن يفرض عبورها بضغط سياسي عربي قادر على فرض وقائع واستخدام أوراق قوة تجبر العدو على الإذعان أو تتركه في مواجهة مفتوحة مع عشرات آلاف النشطاء من كل دول العالم؟
أسئلة كبيرة طرحتها “مادلين” وإجابات أكبر يمكن لهذه الأمة وحكوماتها ومصر التي تشكل مظلة العمق العربي وأكبر دولة عربية أن تقدم أجوبة أو أن تنتزع مواقف قادرة على فرضها بما تمتلكه من أوراق قوة قادرة على إرغام العدو على فك حصاره عن غزة، أو أن تسبب له فضيحة دولية وصداع لا ينتهي.