في وقتٍ تتصاعد فيه الجرائم ضد المدنيين في غزة، تظهر الحقيقة المُرّة: لا تُشنّ الحروب فقط بالصواريخ، بل أيضًا بالحاويات والطائرات والشحنات التي تنقل أدوات الموت من مطار إلى آخر.
قضية “فيدكس” ليست مجرد قصة عن شركة نقل، بل عن تواطؤ صامت يُسهم في إبادة شعب بأكمله، عبر سلاسل الإمداد التي تزوّد آلة الحرب الإسرائيلية بمكونات الفتك والدمار.
منظمة “سلام” البلجيكية كشفت المستور؛ حيث اتّضح أن الشركة العملاقة كانت تمرّر شحنات عسكرية إلى الاحتلال الإسرائيلي عبر مطار لييج، دون تصاريح قانونية، في انتهاك صارخ للقوانين البلجيكية والدولية. وبهذا، لم تكتف “فيدكس” بأن تكون ناقلاً، بل أصبحت جزءًا من البنية التحتية للإبادة، تؤمّن لوجستيًا طائرات F-35 التي تحصد الأرواح في غزة.
الأدلة المتراكمة في الدعوى القضائية تؤكد أن ما يجري ليس صدفة، بل سياسة مستمرة، تشارك فيها الشركات الكبرى بعينين مغمضتين، تبيع خدماتها ولو على حساب الأطفال والبيوت والجثث تحت الركام.
لكن هذه الجرائم ليست بلا ثمن. فالصمت لم يعُد خيارًا، والمساءلة لم تعُد رفاهية.