في عالم تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الدعاية العسكرية، يصبح القتل مشهدًا احترافيًا يُسوَّق ببرود كإنجاز تقني. هذا بالضبط ما كشفته شركة "رافائيل" الإسرائيلية في فيديو دعائي يُظهر الطائرة الانتحارية "سبايك فايرفلاي" وهي تنفذ اغتيالًا ميدانيًا في غزة، مستهدفة شخصًا أعزل داخل منطقة مدنية. المشهد الذي يُعرض وكأنه مقطع ترويجي لمهارات السلاح، يجرد الجريمة من إنسانيتها، ويحوّل القتل إلى عرض تسويقي.
"فايرفلاي" ليست مجرد مسيّرة؛ إنها أداة قتل محمولة تُوجّه يدويًا بكاميرا نحو الضحية، وتُستخدم خصيصًا في البيئات السكنية تحت ذريعة "الدقة". لكنها بالحقيقة تمثل الوجه الأبشع لما يُسمى "الابتكار"، حين يتحول إلى وسيلة لاستهداف المدنيين العُزّل.
نُدين هذا الاستعراض الدموي الذي يتفاخر بقتل أهل غزة، ونُعبّر عن تضامننا الكامل مع شعب يواجه الإبادة منذ أكثر من 20 شهرًا، بينما يُسوَّق اغتياله كإنجاز "ذكي". هذه ليست تكنولوجيا، بل وحشية رقمية تُرتكب باسم التطور.