أكد مشاركون في ندوة "التطبيع: المخاطر والتحديات والدور المطلوب"، التي نظمها "التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن" الأردني، على خطورة التطبيع على الأمن القومي للدول العربية، مشيرين إلى أهمية الوحدة الفلسطينية وحل الخلافات للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع.
وقال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، إنّ "التطبيع جريمة تدنس المقدسات، وضرب في عمق العروبة والإسلام، وتهديد للأمن القومي العربي والإسلامي، والأمن القطري لكل بلد"، في إشارة منه إلى الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات بإعلان تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن "الحديث عن التطبيع وأنه يهدف لتحقيق وخدمة المصالح الفلسطينية، هو محاولة لتبرير الجريمة"، مشيرًا إلى أنّ "المصالح لها دور كبير في ترتيب الأولويات لكن ليس مع من يهدد وجودنا".
وأوضح "على المطبعين ألا يقحموا فلسطين وشعبها في جريمة التطبيع، فهذه طعنة بالظهر"، مشدداً على أنّ "فلسطين غاية شريفة، واستخدامها لتبرير بعض الخطوات لعبة مكشوفة لا تنطلي على أحد".
من جهته، قال القيادي في حركة فتح عباس زكي: إنه "عندما توحد العالم ضد صفقة القرن جاء التطبيع"، لافتاً إلى أن "إسرائيل" تسعى في علاقاتها إلى رسم شرق أوسط جديد، بقيادتها.
وأضاف زكي أنّ "التطبيع ليس لصالح الإمارات أو تاريخها، ونحن في واقع مر عربياً، والآن ما يحدث هو تقسيم للمنطقة ومحاولة لإضعاف جميع الدول العربية حتى تصبح أضعف من أن تقاوم الاحتلال وسياسته التوسعية".
وبيّن أنّ "الفلسطينيين يحاولون اتخاذ موقف موحد جامع للحفاظ على القضية والحقوق الفلسطينية"، معتبراً أنّ إسرائيل حالياً في أضعف أحوالها. وبينما شدد على أهمية أن تعود فلسطين القضية الأولى للعرب، لفت إلى دور الأردن في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها، وشدد على ضرورة مقاومة التطبيع بكل الوسائل، داعياً الجاليات العربية في العالم إلى أن تقوم بفعاليات تندد بالاحتلال.
بدوره، قال رئيس "التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن" ورئيس كتلة "الإصلاح" في مجلس النواب الأردني، عبدالله العكايلة، "واهم من يظن أن التقارب مع إسرائيل سيأتي بمصلحته، فالتطبيع يشكل نسفاً للمبادرة العربية، ويكشف تصدع الصف العربي ليخلي الساحة لدولة الاحتلال".
ووصف التطبيع بين الإمارات ودولة الاحتلال بأنه "جسر لإسرائيل للعبور إلى صفقة القرن بمشروعية عربية"، مشيراً إلى أن "صب مليارات الدولارات العربية في إسرائيل إضافة للنفط العربي، لا يصب في مصلحة الأمة أو حل القضية الفلسطينية".
أمّا الأمين العام لـ "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، عزيز هناوي، أكد أن مقاومة التطبيع حماية للأمن القومي ويتجاوز الوقوف مع فلسطين، مشيراً إلى أن هناك "صخب لتسويق التطبيع على انه مصلحة وطنية ومصلحة لفلسطين لكن في الحقيقة هو تصفية للقضية الفلسطينية".
وأضاف "كان الانطلاق من الأرض مقابل السلام، أما الآن فأصبح التطبيع مقابل السلام"، مشدداً على أن "العواصم التي تقود صفقة القرن هي التي وقفت ضد تحرر شعوب الأمة".