أكد المفكر المغربي محمد طلابي أن التطبيع مع كيان الاحتلال هو أحد التجليات السلبية للانكسار الذي حصل للربيع العربي، وأن الأنظمة المهرولة للتطبيع هي المعادية لثورات الربيع التي وضعت استراتيجيات لتكسيره وتفويت الفرصة لنهضة الأمة من جديد.


وقال طلابي: إن "انكسار الربيع العربي في ليبيا واليمن وسوريا ونجاحه النسبي في المغرب وتونس لم يعط زخما كبيرا لإمكانية حصار أي محاولة تطبيع".


وبخصوص التداعيات المحتملة لاتفاق التطبيع، رأى طلابي أنه "باستثناء التأثير المحدود على المستوى الرسمي لن يكون للاتفاق أي تأثير على المستوى الشعبي لأن الشعوب العربية والإسلامية لن تطبع مع الكيان الصهيوني".


وأضاف: “الشعوب العربية تعي جيدًا أن التطبيع هو اعتراف أبدي بأن أرض فلسطين لليهود وهذا غير ممكن لا في المخيلة أو العقيدة ومخالف لحقيقة التاريخ".


وذكر أن: "حقائق التاريخ تؤكد أن الصهاينة لا علاقة لهم ببني إسرائيل، هم جاءوا من عرقيات متعددة واحتلوا وطنا عربيا".


وأشار إلى أن "تأثير خطوة التطبيع الإماراتي في مواقف الدول سيكون محدودا كما يظهره فشل جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في المنطقة، فحتى السعودية والبحرين لم يعداه بشيء كبير".


كما أوضح طلابي أن "الموقف الجيد الذي عبرت عنه بعض الدول ومن بينها المغرب في مواجهة هستيريا التطبيع مع الكيان الصهيوني جعل أثر اتفاق العار للإمارات محدودًا".


وحول موقف بلاده من التطبيع، قال المفكر المغربي إن "الرباط لن تطبع مع إسرائيل وسبق أن قالت لجاريد كوشنر (مستشار وصهر الرئيس الأمريكي) إنه لا مجال للحديث في هذه القضايا الخطيرة والتي قد تثير فتنا واضطرابات وثورات للشعوب".


وأضاف: “أظن أن الكثير من الأنظمة التي لها الحد الأدنى من الرشد السياسي ستتخذ مثل الموقف الذي اتخذه المغرب”.


وفي 23 أغسطس/ آب الماضي، أكد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، رفض بلاده لكل “عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني.


وقال إن “موقف المغرب باستمرار ملكا وحكومة وشعبا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى”.