حظرت أوساط بريطانية من تعرض الأمن القومي للمملكة المتحدة لخطر كبير بعد أن الاتفاق مع "إسرائيل" على توقيع خارطة الطريق لعام 2030 لتحسين العلاقات الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية في مارس الماضي.
وقال البروفيسور ديفيد ميلر، الذي أقيل من منصبه في جامعة بريستول في عام 2021 بعد حملة متواصلة من قبل اللوبي الإسرائيلي البريطاني اتهمته بمعاداة السامية: إن الصفقة الأخيرة "مقلقة للغاية".
يذكر أن الاتفاق الذي حمل اسم: "خريطة طريق 2030 للعلاقات الثنائية البريطانية- الإسرائيلية"، يهدف بالأساس لتعميق "الروابط الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية"، والتعاون لمواجهة "وباء معاداة السامية" والقضايا الجيوسياسية التي تواجه المنطقة.
وأضاف ميللر "من الواضح أن هذا تكامل إضافي للمخابرات البريطانية والإسرائيلية، وهو أمر مقلق للغاية لأنه يعني أن وكالات المخابرات الإسرائيلية لديها وصول أكبر إلى البيانات التي تهم الأمن القومي للمملكة المتحدة، وهو نوع من اختراق المخابرات الإسرائيلية في هندسة الأمن القومي في بريطانيا".
وفقًا لموقع حكومة المملكة المتحدة على الإنترنت، فإن خارطة الطريق "تحتوي على التزامات مفصلة لتعميق التعاون عبر نطاق العلاقة بين إسرائيل والمملكة المتحدة، بما في ذلك التجارة والإنترنت والعلوم والتكنولوجيا والبحث والتطوير والأمن والصحة والمناخ والجنس".
على مدى العقد الماضي، زادت التجارة بين بريطانيا وإسرائيل بنسبة 73٪ ، مما أدى إلى نقطة حيث تعمل 400 شركة تكنولوجيا إسرائيلية وحدها على الأراضي البريطانية.
كما تم ترقية "إسرائيل" إلى مرتبة "الشريك السيبراني" من المستوى 1 مع بريطانيا، الأمر الذي يستلزم تكاملًا أعمق.
أوضح ميلر أن تصنيفها على أنها المستوى 1 يشير إلى أن "المملكة المتحدة وإسرائيل هما أحد أهم الشركاء للأنشطة الإلكترونية، ولكن هذا ليس شيئًا جديدًا، فقد كانا في السابق شريكًا إلكترونيًا رفيع المستوى".
وأضاف أن "التصنيف الرسمي للمستوى 1 يعني أن إسرائيل تعمل عن كثب مع المملكة المتحدة وأن هناك تغلغلًا بين العمليات التجارية والاستخباراتية، ولا سيما الأمن السيبراني، مما يعزز قدرة إسرائيل على القيام بعمليات القرصنة والمراقبة".
وأضاف ميللر: "إنه حقًا مقلق للغاية لأي شخص يشعر بالقلق إزاء الكيانات الصهيونية وانتهاكات حقوق الإنسان".