شنّت الحركة الصهيونية هجومًا تحريضيًا ضد مجموعة من المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم، أبرزها شبكة "سي إن إن" الأمريكية وصحيفة "الجارديان" البريطانية متهمةً إياهم بـ "معاداة السامية"؛ وذلك لنشرهم موادً صحفية تتحدث عن القضية الفلسطينية وتهّمش الاحتلال الإسرائيلي، عدا عن المقالات المناصرة لحركة المقاطعة (BDS).
وفي إطار ذلك، نشرت صحيفة "الجارديان" عددًا من المقالات الصحفية التي تعزز مشروع (الحق في المقاطعة) الذي تقوم عليه عدد من المنظمات والمجموعات المدنية المناصرة للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي تناهض فيه المقالات مشروع قانون أمريكي يهدف إلى حظر حملات المقاطعة ومنع النشطاء من إطلاقها، بذريعة الحفاظ على تماسك المجتمع ومنع تقويض مواقف السياسة الخارجية للمملكة المتحدة.
وأمام امتناع الصحفيين عن الحديث لصالح الاحتلال، اتهمت الصهيونية الصحفيين بـ "معاداة السامية" كما اعتبرت موادهم الصحفية عملًا تضليليًا للقراء، مستنكرةً حماية الصحيفة البريطانية للصحفيين المناهضين للاحتلال ومنحهم المساحة للحديث عن القصية الفلسطينية، فيما عدّت دعمهم لحركة المقاطعة دعايةً علنية للتظاهر والتحريض ضد كيان الاحتلال وتعزيزًا لأيديولوجية "معاداة السامية".
أما عن شبكة "سي إن إن" فقد نشرت سلسلة قصصية للأطفال والشباب حول الثقافة الفلسطينية، تحدث فيها الكتّاب عن الحلم الفلسطيني بحق العودة، كما استعرضوا أحداث النكبة الفلسطينية ورفضوا وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي في القدس وفنّدوا مزاعمه بكونها عاصمته.
وبينما تناولت السلسلة القصصية المقتنيات الرمزية للتراث الفلسطيني، وتطرقت للسياحة في فلسطين، تعمدت إلغاء اللغة العبرية خلال طرحها لعدد من اللغات الأجنبية.
وقام كتاب القصص باستعراض عدد من المذكرات التي تتحدث عن التجربة الفلسطينية وجرائم الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الخارقة للقانون الدولي، مستشهدةً بضحايا التدمير والتطهير، في ظل استمرار ممارسة الاحتلال لسياسة الأبارتهايد ضد الفلسطينيين.
وفي إطار ذلك حرض أنصار الاحتلال الإسرائيلي على الشبكة، معتبرين هذه القصص محاولة لنقل الكتب من التعرض الثقافي إلى التلقين السياسي عبر توعية الشباب وإطلاع الأطفال على الكتب والمواد العازلة للاحتلال الإسرائيلي؛ نصرةً لفلسطين.