رفض كيان الاحتلال الإسرائيلي شرطين سعوديين لاتفاق تطبيعي لتعزيز العلاقات بين الطرفين، وذلك رغم جهود الوساطة الأمريكية الحثيثة لإتمامه، حيث قدمت السعودية الشرطين خلال محادثاتها مع إدارة الرئيس الأمريكي"جو بايدن"، وطالبت بالموافقة على برنامج نووي سعودي مدني، إضافةً إلى تزويدها بأسلحة أمريكية متطورة.
ووفقًا لصحيفة "هآرتس"، اعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن الشرطين السعوديين يمثلان استهدافًا للتفوق النوعي الإسرائيلي من أجل إنهاء احتكاره على السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، كما أشار إليهما كمصاعب قد تعرقل مسير الرحلات الجوية للمسلمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال توجههم إلى السعودية لأداء مناسك الحج في الفترة المقبلة.
وحسب "هآرتس"، فإن “بايدن” يريد التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – سعودي وطرحه كإنجاز دولي في الحملة الانتخابية العام المقبل، لكن سيواجه مشكلةً إذا كان الثمن برنامجًا نوويًا في السعودية"، مشيرةً إلى احتمالية استغراق القضية لعدة أشهر على الأقل من أجل التوصل إلى حلها، وذلك وفقًا للتقديرات الإسرائيلية.
وفي إطار ذلك استهجن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي،" تساحي هنغبي"، مساعي الولايات المتحدة لإتمام الاتفاق في ظل المطالب السعودية، مستفسرًا عن مدى استعدادها لما ستدفعه مقابل إبرامه، في الوقت الذي أعرب فيه عن ضبابية ما يحدث في الأروقة السعودية والأميركية بشأن العلاقات التطبيعية.
وتعقيبًا على طلب السعودية بامتلاك البرنامج النووي قال "هنغبي": "إن الأميركيين لن يتقدموا في هذا الموضوع مقابل السعودية من دون إجراء اتصال وثيق معنا”ـ
وأضاف: “توجد مشكلة إذا أرادت السعودية برنامجًا نوويًا مدنًيا، لأنها معنية باستغلاله لصالح قدرات عسكرية”، موضحًا عدم مسؤولية كيان الاحتلال عمّا يريده السعوديون فيما اعتبر أن ذلك مطلوبًا من الولايات المتحدة.
وصرح "هنيغبي"، بأهمية إضافة السعودية الى اتفاقيات أبراهام تحت رعاية أمريكية، معتبرًا التوصل لذلك تحولًا تاريخيًا دراماتيكيًا يغيّر خارطة الشرق الأوسط، ويعطي الشرعية لكل دولة عربية مرتبطة بالغرب لإنشاء علاقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح "هنغبي"، أن عملية تدشين خط طيران بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والسعودية في فترة الحج القريبة ستكون رمزية في ظل عرقلة الشروط السعودية لعقد اتفاق التطبيع، بخلاف ما تم الاتفاق عليه في زيارة مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، "رونين ليفي"، إلى مسؤولي الخارجية الأميركية بواشنطن، الشهر الماضي، لتباحث تسيير رحلات جوية من كيان الاحتلال إلى السعودية، لنقل حجاج مسلمين من "إسرائيل" في ظل السعي للتوصل إلى اتفاق تطبيعي شامل.
وكانت وسائل الإعلام قد تناقلت خبرًا عن وفود طاقم نتنياهو المقرب إلى الولايات المتحدة، لبحث مسألة "التطبيع" مع السعودية، حيث شارك في الوفد وزير الشؤون الاستراتيجية، “رون ديرمر”، الذي شغل في السابق منصب سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، ومستشار الأمن القومي، “تساحي هنيغبي”، في ظل تطلّع رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو" إلى التوصل لاتفاق مع المملكة العربية السعودية، واضعًا إياها في رأس سلم أولوياته برغبةٍ قوية خلال الآونة الأخيرة.