في ظل استمرار التحريض ضده، اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية، الفنان البريطاني "روجر ووترز"،الداعم للقضية الفلسطينية، بـ"معاداة السامية"، كما أدانت حفله الأخير في العاصمة الألمانية برلين، معتبرةً إياه إساءة للشعب اليهودي.
وفي سياق التحريض، اتهمت الوزارة "ووترز" بتشويه صورة الشعب اليهودي، مشيرةً إلى تقليل حفله من شأن محرقة الهولوكوست التي قُتِل فيها ما يقارب ستة ملايين يهودي أوروبي على يد ألمانيا وحلفائها، ولعل هذا ما حاولت تأكيده "ديبورا ليبستادت"، المبعوثة الأمريكية الخاصة بـ "مكافحة معاداة السامية"، في قولها: "إن الحفل كان تشويهًا للهولوكوست".
واتهمت الوزارة الفنان "ووترز" باستخدام الاستعارات "المعادية للسامية "لتشويه سمعة الشعب اليهودي، مشيرةً إلى سجله الطويل في دعم حملات مقاطعة كيان الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه دعمًا للقضية الفلسطينية.
وخلال حفل له في برلين بتاريخ 17 مايو، ظهر "ووترز"، وهو يرتدي معطفًا أسود مع شارة حمراء ويحمل رشاشًا مزيف، وقام بإعادة إنشاء مشاهد من فيلم مأخوذ عن" الجدار "، لانتقاد فاشية الاحتلال الإسرائيلي، وممارسته للأبارتهايد ضد الفلسطينيين.
وبينما أشار “ووترز“ أن أي انتقاد له في دعمه للقضية الفلسطينية يمثل مخادعة تخضع لدوافع سياسية، فتحت الشرطة الألمانية تحقيقًا للاشتباه في التحريض على زيه.
يشار إلى أن حملة التحريض ضد "ووترز" انطلقت منذ أبريل الماضي 2022، واستمرت حتى العام الجاري ، حيث شهد شهر مايو المنصرم على محاولات إلغاء 5 حفلات فنية له كانت مقررة في ألمانيا, حيث ألغيت حفلة فرانكفورت باعتباره "أحد المعادين للسامية المعروفين في العالم".
كان ذلك بعد ثلاثة أسابيع فقط من رفعه لدعوى قضائية ضد قرار حكومة المدينة وولاية "هيسن" بإلغاء حفلة له هناك، ثم أعادت محكمة ألمانية جدولة الحفل رغم الهجمات التحريضية المنظمة ضده، ونجح في مدينتي "كولونيا" و"هامبورغ" بحضور الآلاف، كما شارك بأخرى في "فرانكفورت"، عدا عن حفلاته في "ميونيخ" و العاصمة "برلين".
يذكر أن "ووترز" فنان بريطاني الجنسية وناشط سياسي يبلغ من العمر (79) عام، يحاول استثمار الفن والموسيقى في نصرة القضية الفلسطينية، وقد كانت له مواقف عدة في هذا الإطار.
و كان أبرزها تأييده لحركة (BDS) ومشاركته في حملاتها لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية من خلال المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، مشيدًا بتأثيرها الكبير على الساحة الدولية.
ورغم المعارضات الإسرائيلية والتحريض المستمر ضده، شارك "ووترز"، في وقت سابق بحديثٍ نظمه نشطاء في فانكوفر تضامنًا مع القضية الفلسطينية، تناول فيه التطهير العرقي ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، في الوقت الذي عارض فيه مشروع قانون مجلس الشيوخ الأمريكي الهادف إلى إسكات مؤيدي المقاطعة تحت مسمى "المكافحة".