استعرضت صحيفة “الجارديان” الأمريكية أنشطة حركة المقاطعة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي شهدت ازدهارًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة عبر مقال نشرته لكاتب أمريكي رصد خلاله أبرز التطورات الميدانية لحركة المقاطعة خلال شهر مايو المنصرم من العام الجاري.
وخلال طرحه للأحداث، تطرق الكاتب إلى وثيقة الإستراتيجية الوطنية “نيكزس” التي رحبّت بها الإدارة الأمريكية، كما تناول نشاط عضوة الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب في دعم القضية الفلسطينية و اقتراحها لقانون "يعترف بحقوق لاجئي النكبة وفلسطين"، عدا عن إحيائها للذكرى الـ 75 للنكبة إلى جانب احتفال عدد من الجامعات الأمريكية.
كما تناول الكاتب خطاب خريجة القانون في جامعة مدينة نيويورك فاطمة محمد المؤيد لحركة المقاطعة، ومقترح قرار الجمعية الأنثروبولوجية الأمريكية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، إلى جانب تقديم النائب "بيتي ماكولوم" لمشروع قانون يحظر استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية لـ "إسرائيل".
أما عن وثيقة الإستراتيجية الوطنية "نيكزس" لمكافحة "معاداة السامية" التي تم إصدارها بعد أسابيع عديدة من النقاش والضغط من قبل المنظمات الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فقد أشادت بها حركة فلسطين القانونية التابعة لحركة المقاومة لإزالتها التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) من مركز المحادثة، عدا عن رفضها لجعله قانونًا.
وتضمنت الوثيقة تعريفات لـ "معاداة السامية" التي تعد بمثابة أدوات لزيادة الوعي وزيادة فهمها، كما كان تصديق الإدارة الأمريكية على التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) غير مباشر في ظل ترحيبها بالوثيقة وتقديرها للجهود عدا عن ملاحظتها لأخرى من هذا القبيل.
ويشار أن توصيات الوثيقة لم تكن خاصة بـ "معاداة السامية" بل كانت موجهة إلى العديد من أشكال الكراهية، بما في ذلك التحيز ضد المسلمين، وأشكال التمييز ذات الصلة.
أما عن استضافة النائبة رشيدة طليب "يوم النكبة" في مبنى الكابيتول الأمريكي للحديث عن الأبارتهايد الإسرائيلي المستمر منذ 75 عام، فقد كانت في غرفة جلسة استماع بمجلس الشيوخ بدعوة من السيناتور "ساندرز"، رغم محاولات عضو الكونغرس الجمهوري "مكارثي" عرقلة جهودها بحجز ذات القاعة التي كانت تنوي رشيدة إحياء الذكرى فيها، كما قدمت رشيدة مشروع قانون يعترف بحقوق لاجئي النبكة وفلسطين، ويدين العدوان الإسرائيلي.
وفي إطار اقتراح المشاريع الداعية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، قدم النائب "بيتي ماكولوم" مشروع قانون يحظر استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية لـ "إسرائيل"، لا سيما تلك التي ينطوي استخدامها ضد قاصرين فلسطينيين، كما طالب مكتب محاسبة الحكومة بالكشف عن جوانب المساعدات الأمريكية الأخرى للاحتلال، في ظل دعم خمسة ممثلين لرعاية المشروع عدا عن عددٍ من منظمات المقاطعة.
وبينما تم تنفيذ عدة فعاليات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في عدد من الجامعات، بما في ذلك جامعة "نورث وسترن" وجامعة "كونكورديا" وجامعة واشنطن وجامعة “بنسلفانيا”، عدا عن مشاركة مدن مختلفة في ذلك مثل لندن، حيث توالت أنشطة المقاطعة في الحرم الجامعي بالتظاهر تحت عنوان "من النهر إلى البحر ، ستكون فلسطين حرة".
وخلال 13 دقيقة من الخطاب، أشادت الطالبة فاطمة محمد بحملات المقاطعة التي تقودها كلية الحقوق تأييدًا لحركة (BDS)، فيما دعت الجامعة إلى عزل الأساتذة اليهود، في ظل استمرار نكبة الشعب الفلسطيني والاعتداءات الإسرائيلية منذ 75 عام، مشيرةً إلى هدفها باكتساب المهارات القانونية اللازمة لحماية مجتمعها، قائلة: "لم يعد بإمكان فلسطين أن تكون استثناءً لسعينا لتحقيق العدالة".
بدورها اقترحت الجمعية الأنثروبولوجية الأمريكية قرارًا من أجل مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية؛ لتواطئها مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي الذي يمارسه الاحتلال ضد الفلسطينيين، وذلك من خلال توفير البحث والتطوير للتكنولوجيات العسكرية والمراقبة المستخدمة ضدهم، وسيتم التصويت على هذا المشروع من قبل الأعضاء في منتصف يونيو الجاري.
وفي أيرلندا، تمت مناقشة تشريع جديد يطالب بتصفية صندوق الاستثمار الحكومي من الشركات التي تعمل في الضفة الغربية المحتلة. حيث كان لدى الصندوق 1.19 مليون دولار من إجمالي استثماراته في الشركات الإسرائيلية.
أما عن مدينة "ليفيرج" البلجيكية فقد أصدرت اقتراحًا دعت فيه ‘لى تعليق جميع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات المتواطئة مع سلطاته؛ حتى يضع حدًا لانتهاكاته الممنهجة والمستمرة بحق الشعب الفلسطيني.