يواجه حزب الخضر البريطاني تحريضًا إسرائيليًا بتهمة "معاداة السامية"، حيث زعم رئيس رابطة مكافحة التشهير بحزب العمال البريطاني، إلى جانب عدد من النواب البريطانيين الداعمين للاحتلال بأن"حزب الخضر هو المحور المحتمل للجدل حول معاداة السامية في السياسة البريطانية".
وفي إطار التحريض، حذّر رئيس رابطة مكافحة التشهير بحزب العمال البريطاني "جوناثان جرينبلات" من اندماج الأعضاء البريطانيين الذين تم طردهم بذريعة "معاداة السامية" ومناهضتهم للاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك حزب الخضر، فيما كان قد أشاد بجهود حزبه في مكافحة "معاداة السامية" بين أعضائه.
حاء ذلك خلال زيارة "جرينبلات" لبريطانيا مؤخرًا لمخاطبة المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب في حكومة بريطانيا حول "معاداة السامية"، فيما أشار في مقابلة له إلى "وجود تكلفة سياسية لمعاداة السامية في السياسة البريطانية".
وهاجم "جرينبلات" زعيم حزب العمال البريطاني "جيريمي كوربين"، متهمًا إياه بالسماح في تفاقم "معاداة السامية" خلال توليه منصبه في الحزب، مشيدًا بدور زعيم حزب العمال الجديد " كير ستارمر" الذي عمل على “استعادة ثقة الناخبين اليهود بعد سنوات من الجدل حول معاداة السامية".
وكان كوربين قد تعرض للهجوم الإسرائيلي وسط انتقادات كبيرة لعدم معالجته لمشكلة "معاداة السامية" بشكل كافٍ، كما تم تعليقه على مدى السنوات القليلة الماضية ومنعه من الانضمام إلى الحزب، بتهمة قيادته لموجة من "معاداة السامية" على الإنترنت ضد أعضاء حزب العمال اليهود والسياسيين.
وفي ذلك قال جرينبلات:" لم يعد من المقبول حتى بالنسبة للأشخاص المهمشين التعبير عن هذه الأنواع من المشاعر"، معربًا عن قلقه بشأن ما إذا كان قد تم القيام بعمل كاف "لتفكيك الأفكار" التي ساهمت في "معاداة السامية"، مضيفًا" يمكنك إزالة الناس دون القضاء بالضرورة على تلك الأفكار".
وفي إطار دعم وجود الاحتلال الإسرائيلي، أشاد جرينبلات بقدرة بريطانيا على دمج الجالية اليهودية وإبرازها، مضيفًا "الشعور الذي لدي هو أن هناك إحساسًا قويًا بأنه يمكنك أن تكون بريطانيا، ويمكنك أن تكون يهوديًا، وأن هذه الهويات ليست على خلاف، وفي الواقع يمكنك أن تكون كلاهما بفخر وصراحة.”
وفي سياق التحريض ضد حزب الخضر، أعربت الحركة العمالية اليهودية عن قلقها بشأن عضو مجلس حزب الخضر في "نورويتش" متهمةً إياه بنشر مواد "تروج للاستعارة المعادية للسامية"، وذلك خلال رسالة كتبتها إلى القادة المشاركين حزب العمال.
وردًا على هذا التحريض، أعطت الهيئة التمثيلية الرئيسية للأعضاء اليهود في الحزب دورًا كبيرًا لعضو مجلس طُرد سابقا من حزب العمال بسبب دعمه لمجموعة نفت وقللت من مزاعم "معاداة السامية".
وخلال زيارته لبريطانيا التقى جرينبلات مع الجماعات الطائفية اليهودية، ورئيس الوزراء السابق، ومستشار الحكومة البريطانية بشأن “معاداة السامية”، فيما أعرب عن أمله في مقابلة حزب العمال الجديد " كير ستارمر" خلال زيارته المقبلة.
وبينما وجد جرينبلات الاستطلاع أن حوالي 34 ٪ من البريطانيين وافقوا على أن اليهود كانوا أكثر ولاءً لـ "إسرائيل" من بريطانيا، كانت النتيجة هي الأدنى في أوروبا، قال جرينبلات إنه بالنسبة إلى أماكن أخرى في القارة "تسير الأمور في اتجاه أفضل هنا في بريطانيا من تلك التي نراها في فرنسا وألمانيا".