تقاضي منظمة الضغط الصهيونية "بناي بريث" عددًا من الحاخامات المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وعلى رأسهم "ديفيد ميفاسير"، بتهمة التشهير بالمنظمة في ظل تقويضها لمعنى "معاداة السامية" ومناهضتها لكل من ينتقد كيان الاحتلال، لا سيما بعد حمل ميفاسير للافتة كتب عليها "أنا حاخام، أنا أؤيد حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم".
وفي الدعوى المرفوعة في محكمة المطالبات الصغيرة في مقاطعة أونتاريو الكندية، تسعى بناي بريث للحصول على تعويضات بقيمة 35000 دولار، متهمةً ميفاساير بالتشهير في المنظمة عبر وصفه لها بـ"العنصرية والعميلة لقوة أجنبية"، فيما رفض ميفاسير طلب المنظمة بالتراجع عن تعليقاته، مؤكدًا أنه سيقدم دفاعًا عن نفسه.
وكان ميفاساير قد وصف بناي بريث بـ "مجموعة الكراهية المعادية للفلسطينيين والمؤيدة للفصل العنصري" موضحًا أنها مجموعة صغيرة من المتطرفين تشكلت بدعم من قبل العنصريين الإسرائيليين الأثرياء.
وفي وقت سابق، انتقد الكاتب الغنائي البريطاني "ستيفن إليس"، مناهضة بناي بريث للحاخام ميفاسير وملاحقته لتأييده للحقوق الفلسطينية، قائلًأ: "تتبع العنصرية الخبيثة في بناي بريث كندا" المفصلة جيدًا، من الصعب أن نتخيل أن بناي بريث لديه الكثير ضد ميفاسير.
وتمتد إجراءات بناي بريث القانونية لتطال عددًا من الحاخامات المؤيدين لميفاسير في محاولة لإسكاتهم وتخويفهم، حيث كان ميفاسير واحدًا من اثنين من أصحاب الشكوى في قضية تطالب الحكومة بمحاسبة جهات كندية مسؤولة عن الهجرة والسفر لانتهاكها قانون التجنيد الأجنبي من خلال مساعدة الجيش الإسرائيلي،.
كما دعا وكالة الإيرادات الكندية إلى إلغاء عدد من المنظمات الخيرية التي تركز على كيان الاحتلال، فيما شارك ميفاسير في فعاليات احتجاجية أمام القنصلية الإسرائيلية عقب قتل الاحتلال لأكثر من 260 شخصًا، من بينهم 65 طفلا فلسطينيًا في عدوانه على غزة قبل عامين.
وتسعى بناي بريث لتشويه سمعة ميفاسير، عدا عن محاولتها إثقاله بدعوى تستغرق وقتا طويلًا، في الوقت الذي تزعم فيه المنظمة بأنها تدافع عن يهود كندا، وهو ما يتنافى مع عملها في مقاضاة الحاخامات بذريعة "تعزيز العدالة الاجتماعية" بصورة خارقة لمصداقيتها.
وفي إطار التحريض ضد المناهضين للاحتلال الإسرائيلي، رفعت بناي بريث المعروفة بعنصريتها ضد الفلسطينيين ومن يؤيدهم دعوى قضائية ضد جامعة ماكجيل في ظل تضامنها مع القضية الفلسطينية عقب مطالبة الطلاب بالتصويت على دعم الحقوق الفلسطينية.
وفي ذات السياق المعادي للحق الفلسطيني، سعت بناي بريث إلى إلغاء تمويل اتحادات طلابية أخرى، كما طعنت في نشطاء العدالة الاجتماعية البارزين وقادة العمل، زاعمةً أن الاتحاد الكندي لعمال البريد كان متحالفًا مع اتحاد مؤيد لـ "الإرهاب وداعم لطريق العنف والتطرف".
وبينما قوضت منظمة بناي بريث مرارًا وتكرارًا معنى "معاداة السامية" من خلال استخدامها للمصطلح لوصف أي شخص ينتقد كيان الاحتلال، طالب عدد من النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية الكنديين إلى مكافحة المنظمة لمنع كتم الأصوات المطالبة بالعدالة والسلام في الشرق الأوسط.