استنكرت القوى الوطنية والشعبية في القدس تطبيع عضو غرفة تجارة القدس سامر نسيبة مع الاحتلال، وذلك على خلفية تأجيره لعدة طوابق في مجمعه التجاري "مول الدار" لشركات "تقنيات حديثة" متعاقدة مع الاحتلال، داعيةً إياه إلى التراجع عن هذه الخطوة التي من شأنها إضفاء الشرعية على الكيان الإسرائيلي.
يأتي ذلك بعد إعلان وزير القدس في حكومة الاحتلال عن افتتاح “الهايتك” - مكاتب للصناعات والتكنلوجيا الفائقة الحديثة- اليوم الموافق 17يوليو/ 2023 في عمارة "مول الدار" التي يملكها المهندس سامر نسيبة بشارع صلاح الدين.
وفي بيان لها، أعربت القوى عن استهجانها لهذا الإعلان، كما أكدت القوى على خطورة هذه الخطوةالتي تخدم أجندة الاحتلال التطبيعية، مطالبةً سامر بالتراجع عن هذا تعاقده مع الاحتلال وتوضيح ما يجري في ظل تأجيره الطابق السادس من المول لبلدية الاحتلال.
وبينما أكدت القوى على موقفها الرافض للتطبيع وسعي الاحتلال إلى تهويد ما تبقى من المدينة، جاء رد سامر بأن "عقد تأجير الطابق السادس من مول الدار لم يوقع مع بلدية الاحتلال بل تم توقيعه مع شركة We Work" المتواطئة مع الاحتلال، - وهي شركة أمريكية للعقارات التجارية ووفر مساحات العمل المشتركة للشركات الناشئة التكنولوجية -.
كما نددت القوى باقتحام قوات الاحتلال لـ "مول الدار" بالقدس المحتلة تمهيدًا لمشاركة رئيس بلدية الاحتلال ووزير القدس الصهيوني بافتتاح “الهايتك” اليوم، بصورة تضفي الشرعية على وجود الكيان الإسرائيلي، فيما يشار إلى انتشار الشرطة على مداخل المول وفي الطرقات المؤدية إلى المول منذ الصباح الباكر.
📹 متابعة صفا| قوات الاحتلال تقتحم "مول الدار" بالقدس المحتلة تمهيدًا لزيارة رئيس بلدية الاحتلال للمكان pic.twitter.com/2RZrEd76Dz
— وكالة صفا (@SafaPs) July 17, 2023
جاءت هذه الخطوات بصورة مخالفة لادّعاء سامر بأن "أخذ التراخيص اللازمة من قبل كيان الاحتلال بحكم وجوده بقوة السلاح لا يعني إعطائه الشرعية بحضور الافتتاح"، في الوقت الذي شارك به أعضاء الكنيست، إضافة لعدد من الحاخامات والوزراء والقيادات الأمنية بافتتاح مركز "هايتك" التهويدي إلى جانب رئيس بلدية القدس.
〽️ رئيس بلدية القدس وأعضاء كنيست وحاخامات ووزراء وقيادات أمنية يشاركون بافتتاح مركز "هايتك" التهويدي بطابق مؤجر في مول الدار بالقدس.#معراج pic.twitter.com/P7INj9n6qt
— معراج (@M3rajNet) July 17, 2023
وفي هذا السياق، أشارت القوى إلى تورط سامر في التطبيع بشكل كارثي لا سيما في على الصعيد السياسي، لا سيما أن أبعاده تستهدف القدس وعروبتها بصورة تنم عن "تسليمه واعترافه الصريح بالاحتلال"، مستنكرةً عدم تصديره لموقف واضح يمنع استقبال وزراء الاحتلال في الافتتاح.
وردًا على هذا التطبيع، أعلنت القوى بفعالياتها وقواها السياسية عن مقاطعتها لسامر وتجريده من المهمات الوطنية التي كان يشغلها باسم القوى الوطنية والإسلامية، داعيةً الأهالي بمدينة القدس وخارجها إلى الامتناع عن التعامل معه، باعتباره داعمًا للتهويد ومتاجرًا بأوجاع الشعب الفلسطيني “لينضم لمن خان الوطن لدعم الاحتلال”.
فيما يشار إلى قيام عدد من المقدسيين، بسكب الزيت على مداخل بناية "مول الدار" في شارع صلاح الدين في مدينة القدس، رفضًا لتأجير أحد طوابق البناية لبلدية الاحتلال.
وبينما حمّلت القوى أبناء القدس مسؤولية الدفاع عن الأرض أمام سياسات الاحتلال وجرائمه المستمرة، إدراكًا منها لوعيهم بحجم الأمانة، دعت القوى المجتمع الفلسطيني إلى رفض كافة أشكال التطبيع إلى جانب وقف محاولات إضفاء الشرعية على المؤسسات الصهيونية لمناهضة مخططات التهويد.
وفي ختام بيانها، أشادت القوى بوفاء أهل القدس الرافضين لكل محاولات التطويع والتطبيع وثباتهم على حقهم الفلسطيني، رغم سعي الاحتلال لأسرلة ما تبقى في المدينة عبر سلب الممتلكات والعقارات في ظل التوسع الاستيطاني، مضيفةً "الخزي والعار للاحتلال وأعوانه".