أدرجت الولايات المتحدة 4 شركات يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي على القائمة السوداء، وذلك لاستخدام عددٍ من الحكومات لبرمجياتها في التجسس واختراق هواتف المعارضين، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الشركات الأربع تقع في اليونان وأيرلندا والمجر ومقدونيا الشمالية.
وأوضحت وزارة التجارة أن مقر وحدات"إنتليكسا" هو اليونان وأيرلندا، فيما أدرجت وحدات سيتروكس الموجودة في المجر ومقدونيا الشمالية على قائمة كياناتها بصورة تقيد بشدة الأمريكيين من التعامل معهم لكونها تعمل "ضد المصالح الأمريكية".
فيما أكدت شركة الأمن السيبراني تالوس على أن شركتي “إنتيليكسا” و”سيتروكس” هما وراء البرنامج التجسس المسمى بالمفترس "بريديتور".
وأشارت الوزارة إلى أن وحدات “إنتليكسا” و”سيتروكس” دخلتا في عمليات استغلال لاقتحام أنظمة تكنولوجيا المعلومات، فيما شددت الوزارة على خطورة هذه الوحدات، مؤكدةً على دورها في تهديد خصوصية وأمن الأفراد والمنظمات في جميع أنحاء العالم.
يأتي هذا الإجراء بعد اتّهام الشركتين اللتين تبيعان أجهزة المراقبة تحت مسمى بـ"باعة مراقبة المرتزقة"، بتوفير برنامج تجسس تم العثور عليه في هواتف معارضين للحكومات.
ووفقًا لمختبر المواطن بجامعة تورنتو الكندية، الذي يدرس القرصنة وبرامج التجسس، فقد تم استخدام “بريديتور” لاختراق سياسي مصري منفي بالإضافة إلى صحفي تلفزيوني مصري تم إخفاء هويته، مؤكدًا أن “بريديتور” هي أداة وجزء من "تحالف إنتليكسا".
يذكر أن وحدات “إنتليكسا” هي واحدة من شركات السايبر الهجومية التي تم إنشاؤها من قبل ضابط مخابرات قوات الجيش الإسرائيلية السابق "تل ديليان"، والذي كان مرتبطا سالفًا بشركة "إن إس أو" التي قامت بتطوير برنامج التجسس "بيغاسوس" واختباره على الفلسطينيين بصورة مخالفة لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
وفي هذا الإطار، فرضت هيئة حماية البيانات في اليونان على وحدات “إنتليكسا” غرامة مالية قدرها 50 ألف يورو؛ لرفضها التعاون مع التحقيق في استخدام برنامج “المفترس” للتجسس على قادة المعارضة السياسية اليونانية والصحفيين وقادة الجيش وغيرهم.
وبحسب مجلة "فوربس" الأمريكية فإن ديليان استحوذ على “سيتروكس” في عام 2019، لجعل “إنتليكسا متجرًا شاملًا" لخدمات ومنتجات القرصنة والمراقبة الإلكترونية، في الوقت الذي تتيح فيه "إنتيليكسا" لعملائها القدرة على اختراق البرنامجين التشغيليين "آي أو اس" و"أندرويد"، وذلك وفقًا لموادها التسويقية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" على أن إدراج الشركات الأربع في القائمة السوداء كان جزءًا من جهد حكومي أمريكي واسع "لمواجهة المخاطر التي تشكلها برامج التجسس التجارية".
وفي بيان له، أشار بلينكن إلى استخدام برامج التجسس المذكورة سالفًا في انتهاكات حقوق الإنسان والقمع، بما في ذلك ترهيب المعارضين السياسيين وكبح المعارضة.
كما نوّه بلينكن إلى خطورة برامج التجسس على الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية وسلامة موظفي الحكومة الأمريكية وعائلاتهم، قائلًا: "برامج التجسس هذه تشكل مخاطر واضحة ومتنامية لمكافحة التجسس على الولايات المتحدة"، بصورة تهدّد مكافحة "الإرهاب".
وفي تقرير الشهر الماضي، أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية المملوكة لكيان الاحتلال كانت من أوائل المستثمرين في شركة "سيتروكس"، لكنها باعت حصصها في مطلع عام 2019 إلى شركة "إنتليكسا".