أصدرت حركة المقاطعة بيانًا يتضمن المعايير التوافقية لمناهضة التطبيع الثقافي، مؤكدةً على أن حضور الفنانين العرب من حملة الجوازات الأجنبية لإحياء الفعاليات في مساحات فلسطينية تلتزم بمعايير مناهضة التطبيع لا يعد تطبيعاً لا سيما وإن حصلوا على تصريح من سلطات الاحتلال دون تأشيرة، مستنكرةً الهجوم عليهم وتخوينهم بصورة منافية لأخلاقيات الحركة.

وحاء هذا البيان، ردًا على ما أثير في الآونة الأخيرة حول زيارة الفنانين العرب الحاملين لجوازات أجنبية لتأدية عروض فنية في مساحات ينظمها فلسطينيون ملتزمون بمعايير مناهضة التطبيع المقرة من قبل الغالبية الساحقة في المجتمع الفلسطيني.

وأشارت الحركة إلى معايير زيارة الفنانين العرب إلى فلسطين المحتلة، مؤكدةً على التزام المؤسسات الفلسطينية بمبادئ ومعايير المقاطعة الأكاديمية والثقافية المُقرة فلسطينياً في دعوتها للفنانين أو المثقفين أو الأكاديميين لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما نوهت الحركة إلى ضرورة أن يكون دخول أي حامل جواز سفر عربي إلى فلسطين المحتلة فقط عن طريق تصريح من سلطات الاحتلال -أي دون أن يُختم جواز السفر-، وليس بتأشيرة دخول، وذلك تأكيداً على رفضه للتعامل مع الاحتلال "كدولة طبيعية"، معتبرةً ذلك هو تنفيذ للحدّ الأدنى من المعايير لعدم الوقوع في التطبيع.

وأكدت الحركة، بما فيها الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل" على رفضها بشكل مطلق ومبدئي التخوين والهجوم الشخصي، معتبرةً ذلك مخالفًا لأخلاقيات الحركة ومنهجية عملها، كما نوهت لاحترامها حرية الإبداع والاختلاف ورفضها للقمع.

وأعربت الحركة عن احترامها للمواقف والمبادئ المناهضة للتطبيع التي تتبناها الاتحادات والنقابات والمؤسسات الأكاديمية والثقافية والمهنية والفنية في الوطن العربي، والتي ترفض بشكل مبدئي أن “يزور الأخوة والأخوات العرب الأرض الفلسطينية المحتلة بإذن من المحتل”.

وبينما أوضحت الحركة أنها تميز بشكل واضح بين "حرية التعبير التي تحترمها، وادّعاء حرية التطبيع التي نرفضها قطعياً". شددت على ضرورة مواءمة المبادئ العامة مع خصوصية وضع القضية الفلسطينية دون المساس بجوهرها.

وفي ذلك، أشارت الحركة إلى التزامها بـ"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبـ "ميثاق الحقوق المدنية والسياسية" للأمم المتحدة، لما يرسخان من احترام التعددية الفكرية في سياق "الواجبات والمسؤوليات" دون التعدّي على حريات الآخرين ومصلحتهم الوطنية، والتي تترجم في وضع فلسطين الخاضعة للأبارتهايد الإسرائيلي إلى حماية النضال الوطني.

وفي ختام بيانها، أكدت الحركة على رفضها لما يسمى بـ "حرية التطبيع" باعتبارها سلاحًا خطيرًا يستخدمه المستعمرون لاستعمار العقول بالقبول بالاحتلال كقدر محتوم.