رفض مفوض الحكومة الألمانية لـ"معاداة السامية" فيليكس كلاين وصف نظام الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بالعنصري زاعمًا بأنه يندرج ضمن الرواية “المعادية للسامية والتي تسعى لنزع الشرعية عن الكيان”.
وخلال مقابلته مع صحيفة "فيلت آم سونتاج" الألمانية ادّعى كلاين أن وصف "إسرائيل" بالفصل العنصري "ينزع الشرعية عن الدولة اليهودية".
كما انتقد كلاين قول الباحثة في الشرق الأوسط "موريل أسيبورغ" بأن إسرائيل "ترتكب لأول وهلة جريمة الفصل العنصري في الأراضي المحتلة" معتبرًا حديثها سردًا يخدم "معاداة السامية".
واستفهمت الباحثة في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنية عن حقيقة شكوى وزير إسرائيلي لألمانيا من حدث "معادٍ للسامية" في برلين، وسط إشارتها إلى أن متوسط الحوادث “المعادية للسامية" بلغ 7 حوادث خلال اليوم في عام 2022.
وحول ما إذا كانت تعليقات كلاين تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو على "إسرائيل" داخل حدودها عام 1948، وسط سياسات الحكومة الإسرائيلية التصعيدية، رد متحدث باسم كلاين بالقول إنه "علّق بعمق وجعل موقفه واضحًا للغاية، وبالتالي لا يوجد شيء آخر لإضافته إلى ما ذكره بالفعل".
وأضاف كلاين "من المخادع تقديم إسرائيل كحصن ضد المسلمين، المسلمون ليسوا بطبيعتهم أعداء اليهود أو إسرائيل".
وعلى الرغم من تصعيد الاحتلال للخطوات الاستيطانية في الأراضي المحتلة وتوسيعه لسياسة الضم والاستيطان، دعا مالك صحيفة "فيلت آم سونتاج" الذي يمتلك العديد من وسائل الإعلام الشهيرة في ألمانيا, الموظفين إلى دعم الشعب اليهودي وحق وجود دولة "إسرائيل".
يأتي ذلك على الرغم من تأكيد منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية على أن حكومة الاحتلال ترتكب جريمة الفصل العنصري في جميع الأراضي التي تسيطر عليها، وهي أول منظمة حقوقية إسرائيلية تؤكد على عنصرية الاحتلال في عام 2021، إلى جانب منظمتي العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان الدولية.
فيما يشار إلى أنّ محكمة الجنائية الدولية أوضحت أن الاحتلال يمارس الفصل العنصري معتبرةً إياه "نظامًا مؤسسيًا للقمع المنهجي والهيمنة"، فيما أنكر الاحتلال ذلك متحججًا بـ "التسوية المتعثرة عن طريق التفاوض مع السلطة الفلسطينية".
يذكر أن كلاين هو أول مفوض ألماني "للحياة اليهودية ومكافحة معاداة السامية" تم تعيينه في عام 2018، وكان أحد أبرز الشخصيات التي تقود مناهضة ألمانيا للفعاليات التضامنية مع أنشطة حركة المقاطعة الداعمة لفلسطين، عدا عن قيادته لـ "مكافحة معاداة السامية" في أوروبا.