استنكرت منظمة كنديون من أجل العدالة والسلام حظر قناة "CBC" الأمريكية لمقابلة إذاعية مع عضوة مجموعة المناصرة “FreePalestineHalifax" في مدينة هاليفاكس يارا جمال، مؤكدةً على ضرورة إجراء تحقيق في القضية في ظل عدم اقتناعها بتبرير القناة لذلك بأنه "خلل فني وسوء فهم".

وأعربت المنظمة عن قلقها من حظر قناة "CBC" للمقابلة مع الفلسطينية يارا بعد ساعات فقط من بثها، مشيرةً إلى أن سبب إزالة المقابلة يعود إلى دوافع سياسية، كما أنه يرتبط بمحتوى المقابلة ذاتها.

وفي هذا الإطار، أكدت المنظمة أن مضمون المقابلة لم يحتوي على أي "خطأ أو انتهاك فاضح" كما المواد التشهيرية، كما لم يتجاوز أيًا من القيود القانونية، مشددةً على انعدام الأسباب لإزالة المقابلة.

وأضافت المنظمة "إن فعل عدم النشر لا يزيل المحتوى من السجل العام والتاريخي فحسب، بل يفشل في الحفاظ على معيار الشفافية والمساءلة"، مستندةً في ذلك على أخلاقيات عدم النشر لعام 2010 والتي نشرتها الرابطة الكندية للصحفيين.

كما أكد مدير المناصرة الإعلامية في منظمة كنديون من أجل العدالة على إرسال المنظمة لشكوى إلى "CBC" عبر البريد الإلكتروني، موضحةً أنها ردت بعد ساعات بأن ذلك كان "سوء فهم" داخلي وأن البث متاح مرة أخرى.

وفي هذا الإطار أكدت المنظمة أنها غير مقتنعة بهذا التفسير، مشددةً على أنها ستستمر في الضغط حتى تعتذر "CBC"، ويتم التحقيق في القضية، مشيرةً إلى أن عدم النشر هو قرار غير عادي ويخالف الظروف الاستثنائية كما أنه يمثل انتهاكًا خطيرًا لأخلاقيات الصحفي.

وأكدت المنظمة على أن الحدث تسبب بإزعاج الناس في المجتمع الفلسطيني الكندي، كما أنه غذّى الاعتقاد بأن قناة "CBC" متحيزة للاحتلال في تقاريرها عن فلسطين، منوهةً إلى أن المقطع لم يعد متاحًا في الوقت الحرج بعد البث الأصلي للبث.

وأضافت المنظمة "من الغريب أن يتم تصوير هذا على أنه مشكلة فنية تنتظر تدخل الموظف الذي ذهب لهذا اليوم في الساعة 1:40 مساءً، ومع ذلك لم يتم تحميل المقطع بعد 24 ساعة”، موضحةً أنها فترة حرجة لأي شخص سمع المقطع على الهواء ويريد مشاركته.

ووسط تأكيدها على القلق من محاربة المحتوى الفلسطيني، نوهت المنظمة إلى أن المقابلة تعرض حديث الفلسطينية يارا جمال التي تعيش في مدينة هاليفاكس الكندية، خلال مناقشتها حول نادي الكتاب الفلسطيني، وارتكاب الاحتلال لجريمة الفصل العنصري.

اقرأ أيضًا: بعد الضغط عليها.. تراجع CBC عن تغطيتها المنحازة للاحتلال بجنين👌

وأمام ضغط المنظمة يقوم أمين مظالم "CBC" بإجراء مراجعة رسمية; لمعرفة سبب وكيفية اتخاذ قرار عدم النشر من أجل صدار تقرير عام حول نتائج التحقيق.

يذكر أن دراسة استقصائية أجريت في عام 2009 مع محررين من 110 مؤسسة إخبارية في أمريكا الشمالية حول المصداقية عبر الإنترنت، وكان هناك "تردد قوي" في إزالة المحتوى الرقمي المنشور.

وتوصل المحررون بالإجماع إلى أنه لن يقوم أحد المحررين الـ 110 الذين شملهم الاستطلاع بإزالة المحتوى بسبب ندم المصدر، كما أعربوا عن اعتقادهم القوي "بأن المحتوى الرقمي المنشور هو مسألة سجل عام وجزء من عقد الشفافية الخاص بهم”.

كما أضاف المحررون "يجب موازنة أي طلب لإلغاء النشر مقابل هذه القيمة الغالبة، فإزالة المحتوى المنشور الذي يجعل الأخبار تختفي يقلل من الشفافية والثقة مع الجمهور”

يذكر أن قناة "CBC" شهدت تحيزًا للاحتلال في الفترة الأخيرة خلال تغطيتها للأحداث الميدانية على الساحة الفلسطينية، لا سيما في العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين كما اعتذر سابقًا صحفيو القناة عن استثنائهم لكلمة فلسطين خلال تغطية أحداث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد المطالبة بتغطية "أكثر عدلًا"، وهي قضية لا تزال تخضع للمراجعة.