أرغمت حركة المقاطعة مهرجان "بوب كولتر" الألماني على إنهاء شراكته مع سفارة الاحتلال هذا العام بعد سلسلة من الحملات ضده، فيما أشادت مجموعة من الفنانين بهذه المقاطعة، مؤكدةً على دور الفن في مناهضة العنصرية والاضطهاد كما أعربت عن أملها بأن يواصل المهرجان موقفه الأخلاقي من خلال مقاطعة الاحتلال مستقبلًا.
وفي رسالة مفتوحة لهم، رحبت مجموعة من الفنانين بمقاطعة المهرجان لنظام الأبارتهايد الإسرائيلي، مؤكدين على معارضتهم لجميع أشكال التعصب والعنصرية والتمييز بما في ذلك "كراهية الإسلام" و"معاداة السامية" والتمييز على أساس الجنس والقدرة.
اقرأ أيضًا: دعوات جديدة لمقاطعة مهرجان Pop-Kultur Berlin الألماني
كما أشارت المجموعة إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر أصولية وتطرفًا وعنصريةً في تاريخ "إسرائيل" لاسيما في ظل تصعيدها المستمر لقمع الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج.
وأضافت المجموعة "كموسيقيين، ندرك إمكانات الفن للمساعدة في تحدي هياكل الاضطهاد ونحن نتفق تمامًا مع مهمة مهرجان بوب كالتر برلين المعلنة لاستبعاد أي شخص".
ومن بين الموقعين على الرسالة "بريان إينو" الموسيقار والملحن الإنجليزي السابق، والفنانة الأمريكية الإيطالية "مادونا" وهي كاتبة وملحنة أغاني ومخرجة أفلام، و"بيترغابرييل" الموسيقي وكاتب الأغاني البريطاني إلى جانب عدة موسيقيين آخرين.
وأشاد الموقعون بامتناع المهرجان عن شراكة سفارة "إسرائيل" لهذا العام، معربين عن أملهم باستمرار المهرجان في موقفه الأخلاقي من خلال مقاطعة الفصل العنصري الإسرائيلي في المستقبل.
من جانبه، قال الفنان إينو: "في الوقت الذي يتم فيه تحدي الموروثات الاستعمارية بشكل متزايد، لا ينبغي أن يكون إبعاد المهرجان عن الدولة الإسرائيلية واستعمارها الاستيطاني المستمر من المحرمات، حتى في ألمانيا".
كما شدد “إينو” على أن سوء وضع الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظل الفصل العنصري والحصار والتطهير العرقي ازداد مؤخرًا.
وفي ختام حديثه، حمّل “إينو” الفنانين المسؤولية الأخلاقية في التحدث علنًا واتخاذ إجراءات هادفة ضد أنظمة القمع في أي مكان، داعيًا المواطنين لذلك أيضَا.
يذكر أن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل" دعت في وقت سابق لمقاطعة المهرجان وجميع الإصدارات المستقبلية التي تشمل الشراكة مع نظام الفصل العنصري في "إسرائيل".
كما أوضحت الحملة أن "استمرار بوب كولتر برلين في شراكته مع إسرائيل يجمّل صورة الاحتلال، إذ يعتبر موقف المهرجان عرضًا فعالًا لدعم العنصرية والوحشية الاستعمارية والقتل، على الرغم من لغته التسويقية الذكية التي تروّج للتضمين والتنوع والتسامح".
فيما يشار إلى أن نسخة 2021 من المهرجان كانت قد ألغت شراكتها مع السفارة الإسرائيلية وأخرجتها من الرعاة، الأمر الذي يعد انتصارًا لحركة المقاطعة التي احتجت لسنوات على شراكته السابقة مع السفارة الإسرائيلية رفضًا لتبييض الفصل العنصري للاحتلال.