رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية إدراج اليونسكو لمدينة "أريحا القديمة" على لائحة التراث العالمي، زاعمةً بأن هذا الإدراج "حيلة ساخرة من قبل الفلسطينيين لتسييس اليونسكو"، كما أشارت إلى أن "إسرائيل" ستعمل مع حلفائها لإلغاء قرارات المنظمة التي وصفتها بـ "المشوهة".
اقرأ أيضًا: منظمة "اليونسكو" تعتمد قرارين لصالح فلسطين
جاء ذلك بعد تصويت لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة على إدراج موقع تل السلطان في أريحا على قائمة التراث العالمي، لاحتوائه على آثار يعود تاريخها إلى الألفية التاسعة قبل الميلاد، وذلك خلال اجتماع عقد أمس في السعودية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو".
وخلال الاجتماع، قال مساعد المدير العام لليونسكو "إرنستو أوتون" : "العقار المقترح للترشيح هو موقع تل السلطان الأثري الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ والذي يقع خارج موقع أريحا العتيق".
كما أشار "أوتون" إلى أن الآثار المادية خارج حدود تل السلطان تشكل سياقًا ثقافيًا غنيًا يستحق الاهتمام التاريخي والمحافظة عليه.
وفي ذلك، أضاف "التطورات التاريخية اللاحقة، التي تمتد على مدى آلاف السنين وتتجلى من خلال البقايا المادية خارج حدود تل السلطان، تشكل سياقًا ثقافيًا غنيًا، يستحق الاهتمام التاريخي والمحافظة عليه، ويغطي من بين أمور أخرى، التراث المسيحي واليهودي ."
من جهتها، رحبّت السلطة الفلسطينية بتعيين تل السلطان كموقع للتراث العالمي في فلسطين، مؤكدةً على أن الموقع "يشهد على أصالة وتاريخ الشعب الفلسطيني، وأن فلسطين ملتزمة بالحفاظ على موقعه الفريد لصالح البشرية.”
يأتي هذا الترحيب وسط استمرار الاحتلال في محاولة سرقة التراث التاريخي لفلسطين منذ فترة طويلة، في الوقت الذي استخدم فيه الاحتلال علم الآثار والحفظ في محاولة لإثبات مزاعمه بالارتباط الفريد بالأرض المقدسة.
وفي هذا الإطار، انسحبت "إسرائيل" من اليونسكو في عام 2019، متهمةً إياها بالتحيز ضدها وتقليص علاقتها بالأرض المقدسة، كما اعترضت على قبول المنظمة لفلسطين كدولة عضو في عام 2011.
يذكر أن اليونسكو بدأت قائمة التراث العالمي في عام 1978، والتي تشمل مجموعة واسعة من أكثر من 1000 موقع مرشح من قبل الدول، من جبل الأكروبوليس في أثينا وحتى سور الصين العظيم.
فيما يشار إلى أن "تل السلطان" هو تل بيضاوي الشكل، يحتوي أدلة على واحدة من أولى القرى المعروفة للبشرية وبلدة مهمة من العصر البرونزي يعود تاريخها إلى 2600 قبل الميلاد.
يأتي قرار اليونسكو بعد عامين من كشف السلطة الفلسطينية عن تجديدات كبيرة لواحدة من أكبر الفسيفساء في الشرق الأوسط داخل قصر أريحا الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن، حيث تعد مدينة أريحا نقطة جذب رئيسية للسياحة إلى الأراضي الفلسطينية لمواقعها التاريخية و قربها من البحر الميت.