استقالت سارة فينسك باهات المديرة التنفيذية اليهودية المؤقتة لمركز فنون مرموق في سان فرانسيسكو من منصبها، مدّعية أن قرارها نتيجة مباشرة “لمعاداة السامية” التي واجهتها في أعقاب احتجاج فنانين مؤيدين للفلسطينيين ومناهضين للاحتلال.
يشار أنه في 15 فبراير الماضي قاد ثمانية فنّانين في المدينة احتجاجًا عبر تشويههم لأعمالهم التي كانت معروضة في "مركز يربا بوينا للفنون" (YBCA) الذي منعتهم إدارته من إبراز انحيازهم إلى فلسطين من خلال مشاركتهم في ترينالي" Bay Area Now 9" الذي تتواصل فعاليته حتى الخامس من مايو المقبل.
قرار المركز دفع باز غي، وتريسي رين، وجيفري تشيونغ، وليلى ويفور، وشوليه أصغري، وتشامبوي، ولوكازا برانفمان- فيريسيمو، وكورتني ديزيريه موريس، إلى تنظيم فعاليتهم التي أطلقوا عليها اسم "رسالة حُبّ إلى غزّة".
ووضع الفنّانون الثمانية مادّة حمراء على أعمالهم الفّنية، في إشارة إلى دماء الفلسطينيّين في غزّة، ورفعوا لافتتات وملصقات كُتبت عليها شعارات مثل "فلسطين حرّة"، و"وقف إطلاق النار الآن"، وشعارات موجّهة إلى الحكومة الأميركية تطالبها بـ"وقف تمويل الإبادة الجماعية".
الفنانون طالبوا المركز بالانضمام إلى حركة أكبر لمقاطعة “إسرائيل” وإزالة جميع “أعضاء مجلس الإدارة والممولين الصهاينة”. ونظمت الاحتجاج جزئيا جماعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" المناهضة للصهيونية.
رداً على ذلك، أغلق المتحف صالات العرض الخاصة به، وأصدر بياناً يدين اللغة التي يستخدمها الفنانون ووصفها بأنها "غير منتجة ولا مقبولة"، قائلاً إنه لن يوافق على "التمييز على أساس الدين أو الخلفية العرقية أو الأصل القومي".
وقال مجلس الإدارة إن “قلوبنا تنفطر للخسارة المأساوية لأرواح الأبرياء في فلسطين وإسرائيل”، ووعد بإعادة فتح المعرض وبدء محادثات مع المحتجين، مع التأكيد على أن الفنانين انتهكوا اتفاقياتهم مع المتحف من خلال تغيير أعمالهم.
لكن إعادة الافتتاح المخطط لها لم تحدث. وبعد أيام أخبرت باهات، الفنانين أن أعمالهم ستُحذف قريبًا، بعدما رفضوا طلبها للقائهم بشكل فردي وإصرارهم على اجتماع جماعي وهذا ما لم يحدث.
مديرة المركز باهات كتبت في رسالة استقالتها "كانت الأسابيع الأخيرة مؤلمة. ليس كزعيمة فحسب، بل كزعيمة يهودية". وأضافت أنها شعرت بعدم الأمان في المتحف الذي تقوده والذي ظل مغلقا منذ ما يقرب من شهر بعد احتجاج الفنانين.
ونشرت باهات في خطاب استقالتها على موقع LinkedIn “رغم أن هذا كان واردًا لفترة طويلة، إلا أنه في الأسابيع القليلة الماضية أصبح المناخ المحيط بإسرائيل وفلسطين غير مقبول”.
الجدل الدائر في مركز يربا بوينا للفنون، والذي أثار انتقادات من المسؤولين المحليين، هو الأحدث في الاضطرابات التي تعصف بعالم الفنون والثقافة منذ اندلاع الحرب على غزة.
وفي جميع أنحاء البلاد، لجأ المبدعون المؤيدون للفلسطينيين إلى تكتيكات متشددة بشكل متزايد في جهودهم للاحتجاج على ما يصفونه بالدعم غير المناسب للاحتلال الإسرائيلي من قبل المؤسسات التي يرتبطون بها.
ولم يُفتح المتحف بعد أمام الجمهور على الإطلاق، واتهم الفنانون يربا بوينا بالرقابة ودعوا إلى مقاطعة المركز.