بعد تحدٍ وصمود لأيامٍ متتالية في الخروج نحو سفارة الاحتلال في عمّان رغم المضايقات والاعتقالات، اتخذت العراقيل أمام المنتفضين شكلاً آخراً بدخول عناصر جديدة على الساحة إلى جانب الحكومة الأردنية في التشكيك بنوايا وأجندات المحتجين، على رأسهم الذباب السعودي ومسؤولين إماراتيين.
بدأت الحملة التحريض وحرف البوصلة قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي حين أطلقت حسابات سعودية هاشتاغ "معاك يالأردن"، في منصة "إكس"، وبدأت بالتحريض على المتظاهرين وكيل الشتائم لهم.
وطالبت الحسابات السعودية الحكومة الأردنية، بـ"الضرب بيد من حديد" لتفريق المتظاهرين، واعتقالهم وهو ما نفّذته الأخيرة دون تردد.
كما وجهت الحسابات موجة من الشتائم تضمنتها تغريدات التي شنت هجوما على حركة حماس زاعمة أنها تريد خراب الأردن وجره إلى العنف، واتهم المغردون المتظاهرين بتأجيجهم الشارع واصفينهم بالأعداء.
الحكومة الأردنية بدورها لم تنتظر طويلاً، وأعلنت مديرية الأمن العام في حسابها على منصة إكس، يوم السبت توقيف عدد ممن وصفتهم بمثيري الشغب، في إشارة للمحتجين نصرة لغزة.
كما شن الأمن الأردني حملة اعتقالات واسعة منها لمتظاهرين من ساحات الحراك وآخرين من بيوتهم، وأبرز المعتقلين الناشط النقابي المهندس ميسرة ملص والباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، كما تم اعتقال الناشطتين رويدة أبو راضي ونور أبو غوش.
مشاهد من أعمال شغب سيطرت عليها قوات الدرك في مخيم البقعة الليلة الماضية، تخللها إشعال نيران في ممتلكات وإغلاق طرق، ومحاولات اعتداء على رجال الأمن و ورمي حجارة وزجاجات تجاههم#الأمن_العام #الأردن pic.twitter.com/0PnhjZ7CWR
— مديرية الأمن العام (@Police_Jo) March 30, 2024
وهاجمت الحكومة الأردنية أيضًا حركة حماس وقادتها واتهمتهم بتحريض الرأي العام الأردني واستغلال مشاعره وعواطفه، وفق تصريحات وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين.
تصريحات مبيضين تأتي ردًا على خطاب رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل، طالب فيها الأردنيين بالنزول للشارع باستمرار وتجاوز الحدود الأردنية وصولا إلى المسجد الأقصى في القدس، والمطالبة بإنهاء معاهدات السلام مع دولة الاحتلال.
وبالتزامن مع الحملة السعودية قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إن "التحريض على استقرار الأردن أمر مرفوض".
واتهم قرقاش في منشور على منصة "إكس" البعض بـ"استغلال العدوان الإسرائيلي على غزة لتأليب الناس والتحريض على استقرار المملكة". وتابع بأن هذا "أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يخدم أهل غزة".
الأردن لطالما كان صوتاً عقلانياً ومؤثراً في دعم الفلسطينيين، واستغلال العدوان الإسرائيلي على غزة لتأليب الناس والتحريض على استقرار المملكة أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يخدم أهل غزة
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) March 31, 2024
معارك التنظيمات ضد الدولة الوطنية العربية أبعد ما تكون عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين والدفاع عنها
بدورها وصفت الفنانة الأردنية عبير عيسى، الأحد، التحريض على المظاهرات الشعبية، الداعمة للمقاومة بقطاع غزة، في الدول العربية، ولاسيما الأردن، بـ"التافه"، مؤكدة أنّ كل الدول العربية والإسلامية يجب أن تتحرك تجاه حماية الشعب الفلسطيني؛ عبر المظاهرات التي يجب أن يرتفع صوتها أكثر.
من جانبه جدّد التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة الدعوات للتظاهر في الساعة العاشرة من مساء اليوم الإثنين للمشاركة في حصار سفارة العدو الصهيوني، دعمًا للمسجد الأقصى وردًا على جرائم الاحتلال في قطاع غزة.
ومنذ بدء النصف الثاني من رمضان، يلتزم آلاف الأردنيين بالمشاركة في مظاهرة يومية أمام مسجد الكالوتي بمنطقة الرابية في العاصمة، على بعد مئات الأمتار من مقر سفارة تل أبيب، وشهدت المظاهرات هتافات تطالب بإغلاق السفارة وإلغاء اتفاقية السلام وقطع إمدادات الاحتلال وفتح جسر بري إغاثي لغزة.
المصدر:
- عربي21