بعد ليلة مشحونة مليئة بالمداولات المكوكية التي تسعى لإعلان وقف كامل للحرب على غزة، أصبح العالم على صور وفيديوهات تتناقلها وسائل الإعلام تظهر سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الحدود المصرية، ضاربًا بذلك كل جهود الوسطاء بعرض الحائط.
وأكد جيش الاحتلال بدءه الليلة الماضية بالهجوم على رفح وأنه جاء بقيادة الفرقة 162 وقوات مدرعات اللواء 401 وكذلك لواء غفعاتي، وبتنفيذه عشرات الغارات على أهداف في المدينة.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد مساء أمس أن مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح بذريعة ممارسة الضغط العسكري على حماس للمضي قدمًا في الإفراج عن المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب.
جاء ذلك بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الاتفاق الذي قُدم إليها، غير أن مكتب نتنياهو قال إن الاقتراح الذي وافقت عليه الحركة "بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية".
وبسيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر والمتنفس الوحيد للقطاع، توقفت حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى غزة.
وفي هذا الإطار، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “إسرائيل” من شن عملية عسكرية برية في مدينة رفح لما من شأنه أن يتسبب في "عواقب إنسانية رهيبة وجرّ المنطقة إلى الفوضى.. وهو ما لا يمكن قبوله”.
أما الأونروا، وعلى لسان مدير شؤون الوكالة في قطاع غزة سكوت أندرسون، الاثنين، فقالت إن المكان الذي وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مدينة رفح إليه "غير مناسب للسكن".
وجدد المسؤول الأممي التحذير بأن التداعيات المحتملة لأي هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح سيكون "كارثي" على 1.4 مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال.
الجانب المصري أدان في بيان للخارجية المصرية الثلاثاء، سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر واعتبره تهديدًا لحياة أكثر من مليون فلسطيني.
واعتبرت القاهرة أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادًا أساسيًا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة"
من جانبه قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، إنه لا شيء يبرر "الهجوم المتهور" على مدينة رفح جنوب قطاع غزة؛ وحذر في منشور على منصة "إكس"من شنّ أي عملية عسكرية إسرائيلية على المدينة التي يقطنها أكثر من مليون نازح فلسطيني.
Deeply concerned about Israel’s imminent incursion targeting the eastern part of Rafah, a city where over 1 million displaced Palestinians are sheltering and already in most dire conditions.
— UN GA President (@UN_PGA) May 6, 2024
Let’s be clear - such an inconsiderate operation simply means more humanitarian… pic.twitter.com/Y1Ou6UOwWa
بدورها أدانت رئيسة حزب بوديموس الإسباني، إيون بيلارا في تغريدة لها على منصة إكس الهجوم الإسرائيلي على رفح وفشل المجتمع الدولي في إنهاء الإبادة الجماعية بغزة حيث قالت "تواصل إسرائيل قصف رفح مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين الليلة الماضية، والآن يطالبون بالإخلاء، ويهددون بالغزو، وكأنهم لم يهاجموا منطقة لاجئين مثل رفح بأنفسهم، ولا يزال الاتحاد الأوروبي يفشل في وقف هذا الانتهاك للقانون الإنساني الدولي".
Israel continues to bombard Rafah with numerous civilian killed just last night. Now they're calling for evacuation, threatening invasion, as if they hadn't attacked a refugee area like Rafah themselves. The EU still fails to halt this violation of international humanitarian law.
— Ione Belarra (@ionebelarra) May 6, 2024
وأضافت في تغريدة أخرى أن “رفح هي المكان الأخير في قطاع غزة الذي يلجأ إليه مئات الآلاف من الأشخاص. لا يوجد مكان للهرب. وقصفتها إسرائيل ليلاً. أنا عاجزة عن الكلام هذا الألم سيطاردنا دائمًا”.