شهدت العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية حملات قمع وحشي شنتها قوات الأمن لفض المخيمات والاعتصامات المناصرة لفلسطين داخل هذه الجامعات، كان أبرزها في جامعة أمستردام الهولندية التي اقتحمتها قوات الأمن بالجرافات لتدمير مخيم الاعتصام الطلابي بشكل كامل.
في الولايات المتحدة، اقتحمت قوات الأمن حرم جامعة شيكاغو بأكثر من 50 عنصرًا وضابطًا مدججين بمعدات مكافحة الشغب، حيث تم مداهمة مخيم الاعتصام، وتدمير محتوياته بشكل كامل خلال نوم الطلاب، ومصادرة الكراسي والخيام والألواح الخشبية.
عقب عملية الفض، احتشد العشرات من طلاب الجامعة وسيطروا على مبنى “ليفي” وأعلنوا الاعتصام المفتوح داخله، مع انتشار الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، وبدء المنظمات الطلابية الحشد لزيادة عدد الطلاب، وصل عدد المعتصمين داخل المبنى إلى أكثر من 500 طالب، ما دفع قوات الأمن للاكتفاء بحصاره من الخارج.
وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واصلت الإدارة إصدار قرارات بالإيقاف عن الدراسة بحق عشرات الطلاب المشاركين في مخيم الاعتصام داخل الحرم الجامعي، والتي علقت عليها الناطقة باسم الجامعة بالقول إنها “ضرورية لضمان سلامة مجتمع الجامعة”.
أما في جامعة نيويورك، فقد أطلقت المنظمات الطلابية دعوة للتجمع الطارئ بحلول الساعة الثامنة مساءً لحماية “المخيم الأخير في مدينة نيويورك”، مع توارد أنباء عن نية قوات الأمن الأمريكية اقتحام الجامعة وفض الاعتصام الطلابي بالقوة في حال عدم إخلاءه طوعًا بحلول الساعة 7 مساءً.
وفي هولندا، شهدت جامعة أمستردام، اقتحامًا همجيًا لقوات الأمن التي حشدت المئات من عناصرها تتقدمهم الجرافات لتدمير مخيم الاعتصام الطلابي داخل الحرم الجامعي، وأظهرت المقاطع المصوّرة داخل الجامعة اعتداء قوات الأمن بالضرب والسحل بشكل جنوني على الطلاب، واقتلاع الخيام ومصادرتها، إضافة لاعتقال أكثر من 120 طالبًا.
وعلّقت الشرطة الهولندية في بيان لها على عملية الفض بالقول إن “الاحتجاجات خلقت وضعًا غير آمن” ملفقة تهمًا سخيفة للطلاب منها “وضع الحواجز وإغلاق الطرقات أمام خدمات الطوارئ”.
Dutch police raze Hamas supporters' camp at Amsterdam University and educate them. Education is important.pic.twitter.com/vq11YCW0Mj
— RadioGenoa (@RadioGenoa) May 7, 2024
ويطالب الاعتصام الطلابي الذي انطلق يوم الاثنين الماضي في جامعة أمستردام، بقطع كافة العلاقات الأكاديمية بين جامعة العاصمة وكيان الاحتلال، ردًا على جرائم الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ ما يزيد على نصف عام.
وفي فرنسا، جددت الشرطة قمعها للفعاليات الطلابية في جامعتي السوربون ومعهد العلوم السياسية “سيانس بو” حيث قامت باقتحام الاعتصامات الطلابية وفضتها بالقوة، مرغمة عشرات الطلاب على إخلاء الجامعات .
تجدد القمع الأمني للطلاب في فرنسا، تزامن مع تصريحات تحريضية للرئيس إمانويل ماكرون الذي اتهم الحراك الطلابي بـ “حصار الجامعات وتعطيل الدراسة فيها”، تلاها تصريحات لرئيس الوزراء غابرييل أتال قال فيها إن حكومته “لن تقبل أن يُفرض القانون من قبل أقلية يتم التلاعب بها”.
ولم تغب الجامعات الألمانية عن مشهد القمع الأوروبي، حيث اقتحمت قوات الأمن حرم جامعة برلين الحرة لفض اعتصام شرع به العشرات من الطلاب، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ما تسبب باندلاع اشتباكات ومواجهات بين جموع الطلبة وقوات القمع.
بدورها انضمت إدارة الجامعة إلى حملة التحريض على الطلاب حيث اتهمتهم بـ “محاولة دخول الغرف وقاعات المحاضرات في الجامعة الحرة من أجل احتلالها”، زاعمة أن الطلاب “رفضوا أي شكل من أشكال الحوار” وهو ما دفع الإدارة لاستدعاء الشرطة لقمعهم.