في ظل استمرار قمع حرية التعبير في بريطانيا واعتقال كل من يرفع صوتًا دعمًا لفلسطين، تستمر الجامعات البريطانية في استثمار أموال الطلاب - التي دفعوها كرسوم - في شركات تدعم الاحتلال، بل وبعضها شريك مباشر في الإبادة الجماعية المستمرة بحق شعبنا في غزة.
رغم الاعتقالات والطرد، لم يتوقف الطلاب عن النضال، فقد شهدت الجامعات اعتصامات ومخيمات احتجاجية حامية رفعت صوت الرفض للاستثمارات المشبوهة وطالبت بوقف أي تعامل مع شركات التواطؤ. هذه الحركات حققت انتصارات كبيرة وأثبتت أن صوت الحق لا يقهر أمام سياسات القمع والتعسف.
واليوم، تجدد “حملة التضامن مع فلسطين” دعوتها للطلاب لتجديد الاعتصامات والضغط على الجامعات بعد الكشف بالأرقام عن حجم هذه الاستثمارات المريبة.
التواطؤ مع الاحتلال لا يقتصر على الدعم المباشر، بل يشمل أيضًا قبول التمويل من جهات وشركات تسانده. فهذه الشراكة المالية تعني الموافقة على هذا الكيان الإجرامي والوقوف في صفه.
مخرجون عالميون أعلنوا مقاطعتهم لمنصة “الموبي” التي تبث أفلامًا فنية وثقافية، بعدما كشفت عن قبولها تمويلاً من شركة متواطئة في جريمة الإبادة.
أمريكية مجددًا! شركة تمول الاحتلال بعرباته التي تبدأ من خلالها سلسلة التنكيل بأسرانا الأحرار. "أوشكوش" للمركبات، ذات التاريخ الطويل من تزويد مرتكبي الجرائم بالمركبات والعربات، والتي لم تمنعها الإبادة عن الاستمرار بالتوريد.. حتى أصبحت في مرمى العقاب، حيث قررت النروج سحب الآلاف من استثماراتها فيها. وننتظر من الصناديق ومجالس المدن وكل مستثمر فيها أن يكف عن التواطؤ. ونؤكد على دعوة "كود بينك" بتكبيد هذه الشركة وغيرها الخسائر.
سيسقط المحرّضون، طالما غزة هي القضية العالمية المحورية. “شون فايسمان”، الذي دعا لمحو غزة وإلقاء القنابل عليها، ظن أن الملاعب ستتسع لعنصريته… لكن التضامن العالمي أقوى، فجماهير “فورتونا دوسلدورف” حاصرته بعريضة وغضب، حتى أسقطت الصفقة قبل أن تبدأ. كرة القدم، وغيرها من الألعاب، لن يكونوا منصات لدعم مرتكبي الإبادة.
ليس عفويًا ظهور نتنياهو على بودكاست شبابي يُخاطب جمهورًا أمريكيًا محافظًا ومتعاطفًا إلى حد ما مع الشعب الفلسطيني؛ فاختيار منصة مؤثرة في هذا الجيل، والإدلاء باعتراف "عفوي" عن حبه لبرغر كينغ، ليس سوى قناع شعبوي رخيص يغلف مجرم حرب يحاول التسلل إلى وعي جديد بلغة مألوفة وطعام سريع.
لكن مشهد الزعيم "العادي" لا يصمد أمام ذاكرة العالم: لا يُمكنك أن تبدو إنسانيًا فيما يواجه مليوني غزاوي معاناة الحصار والمجاعة التي خططتَ لها. فحتى لو التهمت قائمة الطعام كلها، وادعيتَ المعاصرة بألف محاولة، لن ينسى ولن يتجاهل العالم جريمتك.
قرر الشاب السريلانكي محمد ثيلهام أن يرفع صوته من قلب ملعب عالمي، لا بكلمات، بل برسالة بسيطة: “صلوا من أجل فلسطين حرة”. لم يكن داخل المستطيل الأخضر لاعبًا في التشكيلة الأساسية، بل أحد البدلاء، لكن رسالته سجلت هدفًا أبعد من حدود الرياضة.
عوقب ثيلهام بغرامة مالية، وكأن التضامن مع قضية إنسانية أصبح جرمًا يُحاسب عليه. قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لم يُدن موقفًا سياسيًا، بل أدان فعلًا إنسانيًا لا يحمل إلا الدعاء والرجاء بالحرية لشعب محاصر.
في زمن تُكمم فيه الأفواه، يكفي أن تقف، أن ترفع قميصًا، أن تقول كلمة… حتى تُحدث فرقًا.
الصمت لم يعد التواطؤ الوحيد.
ففي وقت لا يجد فيه الغزاويون ما يسد رمقهم، وفيما يستشهد الأطفال جوعًا تحت الحصار، تنتعش رفوف أسواق الاحتلال بالمواد الغذائية القادمة من دول عربية مطبعة.
العار الأكبر ليس فقط في السكوت، بل في استمرار التطبيع التجاري مع كيان يرتكب أبشع الجرائم، وكل ذلك تحت ذريعة “المصالح الاقتصادية”.
استوحا من عبق يافا، من "الكلمنتينا"، من فلسطين وإلى فلسطين، ليقدما منتجًا تستهلكه السيدات اليوم، متذكرات لغزة بعد الشراء. هدى بيوتي، وليست المرة الأولى التي تدعم فيها غزة عبر منتجاتها التجميلية، بالتبرعات وإقامة الحملات. سانت ليفانت، أو مروان، إبن فلسطين، الذي يذكرها في كل حفلاته، يتعاون اليوم مع هدى، ليحيي رائحة البرتقال وينعش الطب في غزة، وهو الذي غنى عن الكلمنتينا سابقًا. تابعي المادة لتتعرفي على المنتج التجميلي المستوحى من أرض فلسطين، وشاركينا بالتعليقات، هل ستشترين المنتج لو أعيد طرحه في السوق؟!
في لحظة تتكامل فيها الإرادة الشعبية مع نبض الكرامة، يخرج من الخليج صوت بحري جديد، يعلن بوضوح: لا للصمت، لا للتجويع، لا للحصار. “سفينة الصمود الخليجية” ليست مجرد رحلة نحو غزة، بل هي تعبير صادق عن روح التضامن العربي الحي، ورمز لانتفاضة الشعوب في وجه تواطؤ الصمت الرسمي.
تنطلق هذه المبادرة بمشاركة واسعة من نشطاء ومناصرين من مختلف دول الخليج، حاملين معهم رسالة إنسانية رمزية وموقفًا سياسيًا أخلاقيًا، يضع العالم أمام مسؤولياته. فمن الخليج إلى غزة، تُبحر السفينة ومعها الأمل، مؤكدة أن كل ميناء حر هو نقطة انطلاق نحو كسر القيد، وأن كل موجة حرة تحمل معها وعدًا بالحرية.
تواطؤ السلطات المغربية في استخدام موانئها كجسر لتمرير السلاح للاحتلال، جريمة تخالف إرادة الشعب المغربي الرافض للتطبيع. ومن هذا المنطلق، دعت حركة المقاطعة (BDS) المغرب إلى وقف هذا التواطؤ الفاضح فورًا، كما أكدت أن عمال الموانئ لا يمكن إجبارهم على المشاركة في هذه الجرائم، وطالبتهم بالامتناع عن تمرير شحنات السلاح.