مؤخرًا، أقدمت السلطات الإسرائيلية على مصادرة مقر وكالة الأونروا في القدس، في خطوة تهدف إلى تقييد خدماتها للاجئين الفلسطينيين. أثار هذا الإجراء غضبًا دوليًا ومخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين. فما القصة؟
أجرى الطبيب المصري محمد توفيق، المتطوع ضمن فريق الطوارئ الطبي التابع لمنظمة الصحة العالمية، 33 عملية جراحية خلال 13 ساعة متواصلة في المستشفى الأوروبي بقطاع غزة. توفيق، الذي وصل غزة في مايو الماضي بصحبة فريق من 19 طبيبًا، كان يقدم خدماته الجراحية لإنقاذ عيون المصابين جراء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
عاد الدكتور محمد توفيق إلى غزة مجددًا في نهاية سبتمبر، لاستكمال رحلته في العلاج، والتي تهدف إلى إسناد الوضع الطبي والإنساني في غزة حيث يسعى لتقديم الدعم الطبي الضروري وسط نقص الخدمات الطبية المتاحة. توفيق أكد التزامه بمواصلة العمل في غزة، مُشددًا على أهمية الدعم الدولي للقطاع الطبي في مواجهة التحديات اليومية التي يفرضها الحصار والأوضاع الأمنية.
لا يحتاج الاحتلال الإسرائيلي إلى 7 أكتوبر كذريعة لارتكاب المجازر، فالتاريخ الطويل الذي يسبقه مليء بالشواهد على جرائمه المستمرة.
منذ عقود، شهدت فلسطين المحتلة انتهاكات ومجازر، ضمن نهج مستمر للتخلص من الفلسطيين، إما بالقتل أو بالتهجير. أحداث 7 أكتوبر ليست إلا حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تثبت أن الاحتلال يعتمد القتل والقمع كأدوات لترسيخ وجوده.
السابع من أكتوبر لم يكن مجرد ذكرى، بل لحظة فارقة غيّرت فينا الكثير. بعد هذا التاريخ، تضاعف الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وازداد التضامن الشعبي من مختلف الأصوات التي كانت صامتة من قبل. هذا اليوم أشعل فينا شعلة لا تنطفئ للتعبير عن رفضنا للظلم ودعمنا غير المشروط لفلسطين.
التضامن لم يعد مجرد كلمات، بل أصبح فعلاً ملموسًا. رأينا كيف تحول الصمت إلى احتجاجات في الشوارع، ومخيمات التضامن في الجامعات، وحراكات عالمية تقف في وجه الاحتلال. 7 أكتوبر فتح أعيننا وقلوبنا، مؤكدًا أن فلسطين ليست مجرد قضية بعيدة، بل جزء من نضالنا الإنساني المشترك.
تُعتبر آثار غزة عنوانًا للحضارة والتاريخ العريق، لكنها اليوم تتعرض لاعتداءات مدمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. كل قصف يدمر معلمًا أثريًا هو بمثابة محاولة لطمس هوية شعب بأسره، حيث تحمل تلك المعالم في جدرانها قصص الآباء والأجداد الذين عاشوا تاريخًا لا يُنسى.
إن تدمير الآثار في غزة يُمثل جريمة بحق الإنسانية، فهي ليست مجرد آثار مادية، بل هي ذاكرة جماعية تحمل في طيّاتها تجارب وأحداث تاريخية لا يمكن نسيانها.
رغم أن المعلومات حول الشركات والماركات التجارية متوفرة على المواقع والشبكات، إلا أن الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر الماضي أحيت البحث عنها وعن أصولها من أجل اتخاذ القرار المناسب في مقاطعتها أو استمرار التعامل معها في حال لم يثبت دعمها للإبادة الجماعية وللماكينة العسكرية الإسرائيلية.
في ظل نضال الشعب الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن نسيان المواقف البطولية التي قدمها المتضامنون الدوليون. جاؤوا من مختلف دول العالم، مؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال.
لقد اختار هؤلاء الأبطال الوقوف في وجه الظلم والعدوان، متخطين كل الحدود والحواجز، ليقفوا جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين في نضالهم. ولم يكن هذا التضامن مجرد كلمات أو شعارات، بل كان موقفًا جسّدوه بأجسادهم، حيث وقفوا في خطوط المواجهة الأولى، متحدين قسوة الاحتلال.
للأسف، لم يسلم هؤلاء المتضامنون من بطش الاحتلال الإسرائيلي، فقد استُهدفوا وقتلوا وهم يدافعون عن حقوق الفلسطينيين وقضاياهم.
ستظل صور المنتجات الداعمة للاحتلال محفورة في الذاكرة، وسيبقى الأحرار متمسكين بموقفهم الثابت في مقاطعتها، تضامنًا مع الحق والعدالة.
لم تكن حملة المقاطعة ضد الشركات الداعمة للإبادة مجرد احتجاج صامت، بل شكّلت صفعة قوية لأرباحها ومبيعاتها. فقد شهدت هذه الشركات انخفاضًا ملحوظًا في المبيعات، وتراجعًا في قيمة أسهمها، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة، وكانت هذه بمثابة رسالة واضحة بأن الشعوب قادرة على التأثير.
ورغم الضغوط الاقتصادية والإعلامية التي حاولت بعض الشركات الالتفاف من خلالها على حملة المقاطعة، إلا أن الأحرار واصلوا التمسك بمبادئهم، مصرّين على أن أموالهم لن تدعم أي شكل من أشكال الاحتلال، ومؤكدين أن المقاطعة سلاح فعال في تغيير السياسات .
يبرز العراق حبه العميق لفلسطين من خلال تسمية شوارع، مستشفيات، مدارس، جوامع، وبوابات بأسماء فلسطينية. هذه التسميات لا تعكس فقط التضامن، بل تجسد روابط تاريخية وثقافية متينة تجمع بين الشعبين، وتظهر التزام العراق بدعم القضية الفلسطينية في كل جانب من جوانب الحياة اليومية.
يواصل المغاربة، احتجاجاتهم ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحراكهم التضامني مع الفلسطينيين وقد خرج الآلاف في عشرات التظاهرات التي دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" تحت شعار:" كفى صمتا على مجازر الكيان القاتل على غزة والمحاكمات الظالمة لمناهضي التطبيع بالمغرب".
وكانت مدن فاس ومراكش وأكادير وطنجة وتطوان وسلا ووجدة وتاوريرت وآزمور وأزرو وتارودانت وبني تجيت وجرسيف والمضيق وبرشيد وتالسينت وخريبكة وبني ملال وأبي الجعد وخنيفرة وسيدي يحيى الغرب وبركان والناظور وآسفي وتازة، من بين المدن التي نظمت وقفات احتجاجية مناصرة لغزة.