نحيي كل دولة اتخذت موقفًا لدعم فلسطين، وأيرلندا تأتي في مقدمة هذه الدول التي سطرت تاريخًا من التضامن والتحدي للاحتلال الإسرائيلي. من خلال مواقفها السياسية والاقتصادية والرياضية، حيث أظهرت أيرلندا أنها دولة تلتزم بقوة بمبادئ العدالة وتدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وكلنا أمل بأن تحذو الدول الأخرى حذو أيرلندا في الوقوف ضد الظلم والاحتلال، وأن تكون لها خطوات حقيقية لدعم فلسطين، وأن تثبت أن التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني لا يتوقف عند التصريحات الشفوية، بل يتحقق عبر أفعال ملموسة.
تعد شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت مساهمين رئيسيين في تسهيل استمرار الإبادة الفلسطينية، عبر مشاريع مثل "نيمبوس" التي تتيح للجيش الإسرائيلي استخدام الذكاء الاصطناعي المتطور، فهذه الشركات تسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرات الاحتلال على رصد واستهداف المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك تحديد مواقعهم وتحليل تحركاتهم. هذا التعاون لا يقتصر على مجرد توفير تكنولوجيا، بل يعني أيضًا تقديم الدعم المادي والفني لآليات القتل الجماعي، مما يجعلها شركاء في الجرائم ضد الإنسانية.
هذه الشركات، التي يستخدمها الملايين من الناس يوميًا، هي جزء من منظومة العنف الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فالكثير منا قد لا يدرك أن الأدوات التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية تساهم بشكل غير مباشر في عمليات قصف وقتل في غزة.
تعدّ الحلويات جزءًا من ثقافتنا ومفضلاتنا الغذائية، سواء كانت محضّرة في المنزل أو مشتراة من المحلات. إذ تمثل مكونات الحلويات من الطحين، السكر، الزبدة، الحليب وغيرها من العناصر الأساسية جزءًا من الاستهلاك اليومي للأسر. ومع ذلك، بعض الشركات الكبرى المنتجة لهذه المكونات تساهم بشكل مباشر في تمويل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني.
إن مقاطعة هذه الشركات أصبحت اليوم ضرورة ملحة، فنحن بحاجة إلى توعية أنفسنا بأن استهلاك هذه المنتجات لا يعني فقط الاستمتاع بالطعام، بل يساهم في دعم نظام الاحتلال بشكل غير مباشر. من خلال مقاطعة الشركات التي تساهم في تمويل إبادة الاحتلال، نحن نوجه رسالة قوية بأننا نرفض دعم الظلم والعدوان الإسرائيلي، وأننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال. المقاطعة ليست مجرد اختيار اقتصادي، بل هي فعل تضامن مع حقوق الإنسان الفلسطيني، ووسيلة فعالة للضغط على هذه الشركات.
تغير الموقف العالمي تجاه الاحتلال الإسرائيلي بشكل جذري، مع تصاعد دعوات المقاطعة في مختلف المجالات الثقافية والفنية. من مهرجانات السينما والموسيقى إلى معارض الكتب والفعاليات الأدبية، أصبح الفن الحقيقي مساحة ترفض أي ارتباط مع الاحتلال، الذي بات رمزًا للإبادة والظلم. هذا التحول لم يكن محصورًا في الفنانين فقط، بل امتد ليشمل أكاديميين وقانونيين، حيث وقع المئات من المثقفين والعلماء على عرائض تدعو إلى قطع العلاقات مع المؤسسات الإسرائيلية، مؤكدين أن الصهيونية غير مُرحب بها في أي قطاع.
مع تصاعد الوعي والاحتجاجات العالمية، يظهر بوضوح أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يستطيع أن يختبئ وراء الروايات والدعايات المزيفة. فقد أصبح عزله في المحافل الثقافية والفنية نصرًا للعالم الذي يرفض الظلم والتعسف بحق الشعب الفلسطيني. هذا هو الوقت الذي تتكامل فيه الجهود العالمية من أجل الوقوف في وجه الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن الصمت لم يعد خيارًا أمام الإبادة.
شخصيات ديزني دخلت كل بيت، وأصبح أولادنا يتعلقون بها، يقتنون ملابس شخصياتها ويقلدونها، لكن لا يمكننا أن نغفل حقيقة أنها شريك رئيسي في دعم الاحتلال الإسرائيلي، عبر استثماراتها وشراكاتها مع شركات إسرائيلية، تساهم ديزني بشكل مباشر في تمويل آلة الإبادة التي تقتل وتدمر الشعب الفلسطيني. لذلك، المقاطعة ليست مجرد خيار بل ضرورة، كون ديزني تلعب دورًا محوريًا في توفير غطاء للاحتلال تحت ستار الترفيه.
أظهر فنانو كوريا الجنوبية، بشعبيتهم الكبيرة بين الشباب عالميًا، مواقف تضامنية جديرة بالتقدير، سواء عبر التبرعات مثل "لي يونج آي"، أو الحملات التوعوية مثل "ونهو تشونغ"، وحتى التغريدات الجريئة التي تواجه التحيز مثل موقف "جاي بارك”، مثبتين بذلك أن التضامن مع فلسطين يتجاوز الحدود والجغرافيا، ويجمع بين مختلف الجنسيات والمجالات.
لقد أكدت مواقفهم الإنسانية أن الفنانين الكوريين لا يكتفون بنجاحهم الفني فقط، بل يستخدمون أصواتهم لمناصرة القضية الفلسطينية. من دعم أطفال غزة بالمساعدات المالية إلى المشاركة في فعاليات تضامنية وجمع التبرعات، مظهرين أن شعبيتهم لا تقتصر على إلهام معجبيهم فنيًا، بل تشمل التأثير الإنساني عالميًا. لقد شكّل تضامنهم مع فلسطين رسالة قوية بأن العدالة والإنسانية تتجاوز حدود الشهرة وتلهم أجيالًا جديدة للوقوف مع الشعب الفلسطيني.
إن نجاحات مقاطعتنا للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي هي انتصار لنا جميعًا. لقد أثبتنا أن التضحية بشيء نحبه، مثل طعام أو قطعة ملابس، هي ثمن بسيط ندفعه لنعيق ولو جزئيًا في تمويل آلة القتل التي تستهدف أهلنا في غزة. إن مقاطعتنا هي رسالة واضحة بأننا لن نقبل أن نكون جزءًا من الإبادة الجماعية المستمرة. هذه النجاحات ليست فقط خطوات اقتصادية، بل هي تعبير عن كرامة الشعوب التي تضع قضية فلسطين في صدارة التزامها الأخلاقي والوطني.
عامٌ جديد يبدأ، ومقاطعتنا مستمرة بقوة وإصرار. لقد شعرنا بقيمة تأثيرنا عندما وحدنا جهودنا، وأجبرنا شركات على إغلاق فروعها أو سحب استثماراتها مع الاحتلال. هذه الانتصارات ليست مجرد أرقام، بل هي انتصار لقضية شعب يُقتل ويُهجر يوميًا. إن استمرارنا في المقاطعة هو أقل ما نقدمه من أجل فلسطين، وهو إثبات أننا قادرون على صنع فرق حقيقي.
تتسابق مواقف لاعبي كرة القدم لدعم القضية الفلسطينية، معبرين عن تضامنهم بطرق لافتة، من خلال مبادرات إنسانية وأفعال ملموسة، تؤكد أن فلسطين كانت وستظل حاضرة في قلوب الجميع. هؤلاء الرياضيون أثبتوا أن التضامن لا يقتصر على ناشطي حقوق الإنسان فقط، بل هو واجب إنساني، يستحق توظيف المنابر في مختلف المجالات، لإيصال صوت الحق الفلسطيني.
لقد تجاوز دور الرياضة حدود الملاعب ليصبح منصة فعالة في إيصال القضايا الإنسانية الكبرى. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي أولوية في كل ميدان، والتزام أخلاقي لكل رياضي صاحب رسالة، يسعى للدفاع عن حقوق الإنسان المظلوم. كما أننا كجمهور، نساند هؤلاء الرياضيين ونشجع مواقفهم، ونؤكد أننا نشجع موقف اللاعب الإنساني قبل احترافه الرياضي.
على الرغم من أن سامسونج تعتبر من الشركات الكبيرة والموثوقة في مجال التكنولوجيا، إلا أنه من المهم أن نكون على دراية بتورطها في الإبادة من خلال استثماراتها مع الاحتلال الإسرائيلي. هذا التواطؤ يجعل من الضروري التفكير في خيارات أخرى غير متواطئة مع سياسات الاحتلال.
نعم، قد يكون من الصعب اتخاذ قرار بمقاطعة شركة مثل سامسونج، لكن من الضروري أن نتفهم خلفيات استثماراتها وشراكاتها مع الاحتلال الإسرائيلي. تكمن أهمية هذه المعلومات في تعزيز الوعي الفردي والجماعي، مما يساعد في اتخاذ خيارات أكثر أخلاقية وموائمة للقيم الإنسانية، والعمل على إيجاد بدائل لا تشارك في دعم الانتهاكات.
تكشف شركة ماتيل، المنتجة للعبة باربي الشهيرة، عن وجهها الحقيقي كداعمة للنظام الإسرائيلي وسياسته الإجرامية. فمن دعمها لمشاريع استيطانية على الأراضي الفلسطينية المسروقة، إلى تعاونها مع شركات ترتبط بالموساد الإسرائيلي، وانتهاءً بتقديم التبرعات والألعاب للأطفال الإسرائيليين، تثبت ماتيل انحيازها الفاضح للاعتداء الإسرائيلي وتجاهلها لمعاناة الأطفال الفلسطينيين المحاصرين تحت القصف.
لقد كانت باربي لعبة الطفولة المفضلة للكثير منا، وأصبحت خيارًا محببًا بالنسبة لأبنائنا، لكن موقفها المتورط بالجريمة الإسرائيلية لا يمكن تجاوزه. لذا، وبإيماننا بحقوق الطفل الفلسطيني، نقرر الاستغناء عنها وعن منتجات ماتيل كافة. لأن مقاطعتها ليست مجرد موقف تضامني، بل هي رسالة واضحة بأننا نقف مع حقوق الشعب الفلسطيني ضد تمويل جرائم الإبادة الإسرائيلية.