في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الإعلامية نقاشات حادة حول تغطية الصحف للقضية الفلسطينية والحرب الصهيونية على قطاع غزة. فقد عمدت بعض الصحف إلى التحريض ضد المتظاهرين والمتحدثين المؤيدين لفلسطين، ومن بينها صحيفة “تورونتو صن” الكندية، التي واجهت انتقادات واتهامات بالتحيز للرواية الإسرائيلية في تغطيتها للحرب على غزة.
في المقابل، لم تسكت منظمة “كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط” (CJPME)، حيث تمكنت من تحقيق انتصار كبير بعد أن قرر مجلس الصحافة الوطني أن صحيفة “تورونتو صن” نشرت ادعاءات غير دقيقة ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، مما يُعد انتصارًا لحرية التضامن مع فلسطين، وضرورة التزام الصحافة بالمعايير المهنية والموضوعية
لماذا نقاطع "سنو وايت"؟ لأن السينما ليست مساحة لغسيل جرائم الاحتلال!
لم يعد مقبولًا أن تتسلل بروباغندا التطبيع عبر الشاشة، فتتحول السينما من منصة للفن إلى واجهة لتبييض الاحتلال الإسرائيلي. فيلم "سنو وايت"، الذي تتصدر بطولته المجندة السابقة في جيش الاحتلال غال غادوت، ليس مجرد إنتاج ترفيهي، بل جزء من منظومة ترويجية تسعى لشرعنة المحتل وتطبيع وجوده في الوعي العام.
ديزني، التي لم تتردد في التبرع بملايين الدولارات لدعم مؤسسات الاحتلال، تثبت مجددًا انحيازها الفاضح للعدوان. ليست هذه المرة الأولى التي تُسخّر فيها الشركة منصاتها لخدمة أجندات استعمارية، بل سبقت أن طرحت شخصية "صبرا"، العميلة الإسرائيلية في عالم مارفل، ترويجًا لموساد الاحتلال. مواجهة هذا التغلغل ليست خيارًا، بل ضرورة، والرد الوحيد الذي يليق هو المقاطعة الشاملة لهذا الفيلم وكل منتج يخدم المشروع الصهيوني، فلا خيانة أكبر من التخلي عن فلسطين لأجل فيلم!
محمود خليل، نموذج لصوت متضامن أرادوا إسكاته فصار صرخةً أقوى. شاب فلسطيني حمل القضية الفلسطينية إلى أروقة جامعة كولومبيا، لم يخف من السلطة، لم يساوم على مبادئه، ولم يتراجع عندما حاولوا ترهيبه. كان في مقدمة من قادوا حملات سحب الاستثمارات، وواجه ضغوطًا لا يتحملها إلا أصحاب العزائم الصلبة، حتى جاءت لحظة القمع: اتُهم بالتهديد الأمني، وحرّضت ضده منظمة بيتار الأمريكية، بل وصل الأمر إلى أن يشبّهه ترامب بالمتعاطف مع الإرهاب. اعتقلوه ليكون عبرة، لكنهم لم يدركوا أن الاعتقالات لا تردع أصحاب القضية، بل تصنع مزيدًا منهم.
اليوم، محمود ليس وحده خلف القضبان. معه يقف 1.7 مليون شخص وقعوا على عريضة تطالب بحريته، ومعه أصوات المحتجين الذين يهتفون باسمه في شوارع أمريكا، ومعه موجة تضامن عبر القارات تؤكد أن الظلم لن يمر بصمت. لم يستطع القمع أن يخيفه، ولن يستطيع أن يخيفنا. فكلنا محمود، وكل اعتقال يزيدنا إصرارًا على دعم فلسطين.
في يوم المرأة العالمي، تتصدر المرأة الفلسطينية المشهد بصمودها الاستثنائي في وجه الاحتلال والظلم، حيث تواجه القمع والاعتقال والحرمان من الحقوق، لكنها تواصل النضال من أجل الحرية والكرامة. في المنافي والمعتقلات والمخيمات، تثبت أن المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل أيضًا بالصمود والتحدي وإصرارها على الحياة رغم كل محاولات التهميش والقمع.
منظمات حقوقية وناشطات حول العالم يوجهن التحية للمرأة الفلسطينية، مؤكدات أن نضالها من أجل الحرية جزء لا يتجزأ من النضال العالمي ضد الجرائم الإسرائيلية. في هذا اليوم، نرفع الصوت تضامنًا معها، دعمًا لحقها في الحياة والعدالة، وتأكيدًا على أن المرأة الفلسطينية ستظل رمزًا للقوة والتحدي في وجه الاحتلال.
في ظل الجدل المستمر حول فيلم "لا أرض أخرى" الذي نال جائزة الأوسكار، نجد انقسامات متباينة بين الجمهور حول مدى دعم هذا العمل، بالإضافة إلى دعوات مقاطعته بسبب مشاركة مخرج إسرائيلي فيه. فما رأيكم أنتم؟ وهل شاهدتم الفيلم؟
وفقًا لحركة المقاطعة، يُعدّ المشاركة في أي مشروع يدمج بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون التزام بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين الأساسية مثل حق العودة وإنهاء الاحتلال، نوعًا من التطبيع. وهذا ينطبق على الفيلم، حيث تتعاون فيه بعض الشخصيات الإسرائيلية التي لم تعترف بالحقوق الفلسطينية ولم تصدر مواقف ضد الجرائم الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن فريق الفيلم أصدر بيانًا بعد فوزه بالأوسكار يعترف ببعض الانتهاكات الإسرائيلية مثل التطهير العرقي، إلا أن البيان لم يذكر "إسرائيل" مباشرة كمسؤول عن هذه الجرائم، مما يعد محاولة لاستغلال التطبيع بهدف تبرير أو تبييض جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
إن دعم كوكا كولا وبيبسي للاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد دعم تجاري، بل هو تواطؤ مباشر في استمرار جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، من خلال تزويد الجيش بمنتجاتها وإقامة المصانع في المستوطنات غير الشرعية.
لذلك، ومن منطلق حرصنا على الوقوف ضد هذا التواطؤ، قررنا مقاطعة البيبسي وكوكا كولا واستبدالهما بالمشروبات الشعبية التي تعكس تراثنا وثقافتنا، مع الالتزام بالمقاطعة قبل، خلال، وبعد شهر رمضان المبارك. من الخشاف إلى السوبيا، لدينا خيارات غنية ولذيذة تمثل قيمنا وتاريخنا، بعيدًا عن دعم الاحتلال.
قد يكون من الصعب مقاطعة شركة “أبل” وأجهزتها لأنها أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكن هذا لا يعني الاستمرار في تمويلها. كل شراء جديد يعني ربحًا إضافيًا لشركة تدعم الاحتلال.
استخدموا أجهزتكم لأطول مدة ممكنة، ولا تمنحوها ربحًا جديدًا.
نحيي كل دولة اتخذت موقفًا لدعم فلسطين، وأيرلندا تأتي في مقدمة هذه الدول التي سطرت تاريخًا من التضامن والتحدي للاحتلال الإسرائيلي. من خلال مواقفها السياسية والاقتصادية والرياضية، حيث أظهرت أيرلندا أنها دولة تلتزم بقوة بمبادئ العدالة وتدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وكلنا أمل بأن تحذو الدول الأخرى حذو أيرلندا في الوقوف ضد الظلم والاحتلال، وأن تكون لها خطوات حقيقية لدعم فلسطين، وأن تثبت أن التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني لا يتوقف عند التصريحات الشفوية، بل يتحقق عبر أفعال ملموسة.
تعد شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت مساهمين رئيسيين في تسهيل استمرار الإبادة الفلسطينية، عبر مشاريع مثل "نيمبوس" التي تتيح للجيش الإسرائيلي استخدام الذكاء الاصطناعي المتطور، فهذه الشركات تسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرات الاحتلال على رصد واستهداف المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك تحديد مواقعهم وتحليل تحركاتهم. هذا التعاون لا يقتصر على مجرد توفير تكنولوجيا، بل يعني أيضًا تقديم الدعم المادي والفني لآليات القتل الجماعي، مما يجعلها شركاء في الجرائم ضد الإنسانية.
هذه الشركات، التي يستخدمها الملايين من الناس يوميًا، هي جزء من منظومة العنف الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، فالكثير منا قد لا يدرك أن الأدوات التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية تساهم بشكل غير مباشر في عمليات قصف وقتل في غزة.
تعدّ الحلويات جزءًا من ثقافتنا ومفضلاتنا الغذائية، سواء كانت محضّرة في المنزل أو مشتراة من المحلات. إذ تمثل مكونات الحلويات من الطحين، السكر، الزبدة، الحليب وغيرها من العناصر الأساسية جزءًا من الاستهلاك اليومي للأسر. ومع ذلك، بعض الشركات الكبرى المنتجة لهذه المكونات تساهم بشكل مباشر في تمويل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني.
إن مقاطعة هذه الشركات أصبحت اليوم ضرورة ملحة، فنحن بحاجة إلى توعية أنفسنا بأن استهلاك هذه المنتجات لا يعني فقط الاستمتاع بالطعام، بل يساهم في دعم نظام الاحتلال بشكل غير مباشر. من خلال مقاطعة الشركات التي تساهم في تمويل إبادة الاحتلال، نحن نوجه رسالة قوية بأننا نرفض دعم الظلم والعدوان الإسرائيلي، وأننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال. المقاطعة ليست مجرد اختيار اقتصادي، بل هي فعل تضامن مع حقوق الإنسان الفلسطيني، ووسيلة فعالة للضغط على هذه الشركات.