تجمع أكثر من مائة متضامن في مدينة تولوز الفرنسية، أمس الأحد، عند مخرج مترو جان دارك، في احتجاج تحت شعار "في عيد الميلاد، أقاطع إسرائيل"، للتأكيد على دعمهم للشعب الفلسطيني من خلال مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال. رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والملصقات المنددة بالإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، والتي تمثل امتدادًا لسبعة عقود من الاستعمار الاستيطاني. ودعت الوقفة إلى تكثيف الجهود في حملة المقاطعة ومحاسبة الشركات الدولية المتواطئة مع الاحتلال، خصوصًا شركة كارفور، التي قدمت دعمًا مباشرًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على غزة.
كما ندد المتظاهرون بسجن الناشط المغربي إسماعيل الغزاوي، عضو حركة المقاطعة، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة عام بسبب مواقفه الرافضة للتطبيع المغربي مع الاحتلال. وطالبت كلمات المشاركين بالإفراج الفوري عنه وعن جميع المدافعين عن القضية الفلسطينية الذين يواجهون القمع بسبب تضامنهم. وانتهى التجمع بدعوة لحشد الجهود من أجل دعم القضية الفلسطينية، والمشاركة في المسيرة الموحدة المطالبة بالإفراج عن الأسير جورج عبد الله، والمقررة يوم الخميس 19 ديسمبر، في محطة مترو جان دارك.
تجمع العشرات في مدينة ليون الفرنسية احتجاجًا على الإبادة المستمرة في غزة منذ أكثر من 400 يوم. ووضع المشاركون صورًا للشهداء في ساحة تيرو، مرفقة بقصصهم، في مبادرة لتخليد ذكراهم وتكريمًا لهم.
شارك أكثر من مائة شخص مساء أمس في مظاهرة أمام سجن برونزفيلد، حيث قدم مغني الراب لوكي ووركريت وآخرون عروضًا تضامنية مع شعب فلسطين، والسجناء السياسيين الحادي عشر من منظمة حركة فلسطين المحتجزين حاليًا في سجن برونزفيلد. وتضمنت المظاهرة كلمات مؤثرة من أفراد عائلات السجناء والدكتور عاصم قريشي، مدير منظمة كيج الدولية، الذي أكد أن التضامن يتطلب العمل لقطع خطوط الإمداد التي تدعم النظام الاستعماري الصهيوني.
يذكر أنه في أغسطس الماضي، عارض النشطاء إنتاج الأسلحة الإسرائيلية في مركز أبحاث فيلتون، بريستول التابع لشركة الأسلحة الإسرائيلية “إلبيت سيستمز”، وتم اعتقال سبعة أشخاص في البداية بموجب إساءة استخدام الشرطة لصلاحيات "مكافحة الإرهاب". ويقبع حاليًا 21 سجينًا سياسيًا من حركة فلسطين، مرتبطون جميعًا بإجراءات اتخذت ضد “إلبيت” ومورديها والشركات التابعة لها، وتم احتجاز 19 منهم دون محاكمة، واحتُجز 11 في سجن برونزفيلد.
نظم مؤيدون لفلسطين وقفة احتجاجيّة ضد بنك "سكوتيا" في مدينة فانكوفر، للمطالبة بسحب استثماراته من شركة الأسلحة الإسرائيلية "إلبيت سيستمز" الضالعة في الجرائم ضد الفلسطينيين، ويعتبر بنك "سكوتيا" هو أكبر مستثمر أجنبي في شركة الأسلحة الإسرائيلية.
قام مؤيدو فلسطين بكتابة شعارات تضامنية في كلية فاسار بنيويورك، احتجاجًا على استثماراتها الواسعة مع الاحتلال ومساهمتها في الإبادة الجماعية. وجاءت هذه الخطوة بعد أسبوع من رفض لجنة مسؤولية الاستثمار التابعة للأمناء (TIRC) سحب الاستثمارات من مصنعي الأسلحة وأجهزة المراقبة، رغم تأييد أكثر من 85٪ من هيئة الطلاب لهذا الاقتراح.
احتشد مئات المحتجين من أنصار فلسطين في شوارع العاصمة النيوزيلندية، ويلينغتون، وساروا إلى البرلمان للمطالبة باتخاذ إجراءات بشأن الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كما دعوا الحكومة النيوزيلندية إلى فرض عقوبات على كيان الاحتلال بسبب احتلالها غير القانوني لفلسطين، وهتف المتظاهرون شعارات مناهضة للحرب ومطالبة بتحرير فلسطين، كما رفعوا أعلام فلسطين عاليًا إلى جانب صور لضحايا الإبادة من الأطفال والنساء.
نظمت مجموعة هيوستن لحركة الشباب الفلسطيني في أمريكا احتجاجًا تطالب فيه شركة الشحن والخدمات اللوجستية “ميرسك” بإنهاء جميع عقودها المتعلقة بنقل البضائع العسكرية إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، مشيرين إلى أن هذه العمليات تسهم بشكل مباشر في تمكين الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين. وفقًا للمجموعة، نقلت “ميرسك” أكثر من 2100 شحنة عسكرية إلى “إسرائيل” بين سبتمبر 2023 وسبتمبر 2024، تضمنت معدات تكتيكية وأجزاء دبابات وطائرات وأنظمة مدفعية.
عند اختيارنا شراء حذاء رياضي مريح، الذي يبدو في ظاهره الخيار المثالي للحركة، قد نغفل عن حقيقة أن بعض الشركات الكبرى التي تصنع هذه الأحذية تدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر. هذه الشركات تستفيد من علاقات تجارية مع الكيان الصهيوني، ما يجعلها جزءًا من منظومة تساهم في تعزيز الاحتلال واستمرار الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
وعليه، تصبح المقاطعة واجبة لأننا كأفراد نتحمل المسؤولية في عدم دعم الشركات التي تساهم في تدمير حياة الآلاف من الأبرياء. ومن خلال اختيارنا للأحذية التي تروج لها هذه الشركات، قد نكون متواطئين في استمرار هذه السياسات القمعية. لذلك، من الضروري أن نكون واعين لتأثير قراراتنا الاستهلاكية وأن ندعم الشركات التي تلتزم بالمبادئ الإنسانية ولا تدعم الاحتلال.
تظاهر ناشطون مؤيدون للفلسطينيين في السويد، أثناء حفل توزيع جوائز نوبل، احتجاجًا على الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة. تجمع المحتجون أمام مبنى بلدية ستوكهولم، حيث كان الحفل تحت رعاية ملك السويد جوستاف السادس عشر. وحمل الناشطون أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها: "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، "أوقفوا الإرهاب ضد الفلسطينيين"، و"أوقفوا الاحتلال". كما رددوا هتافات بالسويدية والإنجليزية مطالبين بوقف الدعم الأمريكي والسويدي للاحتلال الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن جوائز نوبل تمولها الولايات المتحدة.
وشددوا على أن حفل توزيع جوائز نوبل لا يمكن أن يستمر في ظل الجرائم التي تُرتكب ضد الفلسطينيين، موجهين انتقاداتهم للحكومات الغربية بسبب تواطئها في الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة.
في العاشر من ديسمبر 1948، أقرّ المجتمع الدولي حقوق الإنسان، لكن الفلسطينيين كانوا يعيشون واقعًا مغايرًا، واقعًا يتناقض تمامًا مع المبادئ التي نادى بها الإعلان العالمي للحقوق. ففي نفس العام، تعرض الشعب الفلسطيني لحرمان ممنهج من حقوقه الأساسية، من الحق في العيش بسلام إلى حق امتلاك الأرض. ورغم محاولات الاحتلال المستمرة لطمس هويته وسلبه حقوقه، بقي الفلسطيني صامدًا، مؤمنًا بحقه في العيش بكرامة على أرضه. طوال أكثر من سبعة عقود، أثبتت فلسطين أن الاحتلال لن يهزم إرادة أبنائها، وأن الانتفاضة والمقاومة جزء لا يتجزأ من الوجود الفلسطيني.
واليوم، يأتي "طوفان الأقصى" ليعيد تأكيد هذه الحقيقة للعالم أجمع. ليس فقط كعمل مقاومة بل كتذكير مستمر بأن الفلسطينيين لم يتراجعوا عن حقوقهم، ولم يتوقفوا عن الدفاع عن أرضهم وهويتهم، مؤكدين أن إرادتهم أقوى من كل محاولات الاقتلاع والتهجير.