طالبت القوى المناهضة للتطبيع بالمغرب حكومة بلادهم بالتراجع عن دعوة رئيس وزراء كيان الاحتلال لزيارة الرباط، مشددين على رفضهم للتطبيع بكافة أشكاله، كما جددوا موقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية مشيرين إلى عدد من الإجراءات النضالية المناهضة لزيارة "نتنياهو" للمملكة.
وفي هذا الإطار، شدّدت حركة التوحيد والإصلاح المغربية التابعة لحزب العدالة والتنمية على رفضها للتطبيع، منوهةً إلى انعدام انسجام مسار التطبيع مع دور المغرب “المُنخرط بقوة في دعم الحق والنضال الفلسطيني عبر التاريخ”.
وبينما حذّرت الحركة، من دور التطبيع في تحويل المملكة المغربية إلى "ساحة للصراعات الإقليمية والدولية والاختراق الصهيوني بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة"، طالبت الحكومة المغربية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني “لاستغلاله كل محطة لمزيد من التوتر والإساءة لصورة المغرب”.
و في بيان لها أصدرته عقب انتهاء لقائها السنوي في مدينة تارودانت، أكدت الحركة على رفضها لجعل قضية الصحراء "موضوع ابتزاز أو مساومة أو مقايضة" في ظل اعتراف كيان الاحتلال بسيادة المغرب عليها، منددةً بتكرار حادثة حرق المصحف الشريف، من قبل عدد من المتطرفين بصورة تنتهك المواثيق الدولية الداعية إلى احترام المعتقدات الدينية.
اقرأ المزيد: عقب دعوة "نتنياهو" للزيارة، دعوات مغربية لرفض التطبيع👍
من جانبها، جدّدت المبادرة المغربية للدعم والنصرة دعوتها للسلطات المغربية بالتراجع عن كل أشكال وإجراءات التطبيع ودعم النضال الفلسطيني حتى إقامة الدولة المستقلة، مطالبةً بإغلاق "مكتب الاتصال الإسرائيلي" بالرباط، و"الذي يشكل وصمة عار في تاريخ المغرب".
أما عن الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع فقد أدانت دعوة لـ "نتنياهو" رسميًا لزيارة المغرب، معتبرةً أن النظام المغربي المستبد “تجاوز كل الخطوط الحمراء في علاقاته مع الكيان المجرم، بما في ذلك التفريط في السيادة الوطنية”.
ودعت الجبهة كل القوى المغربية إلى التحرك العاجل في نصرة القضية الفلسطينية، من أجل تمتين الجبهة المناهضة للتطبيع الذي يجتاح البلاد منذ 3سنوات.
وكشفت الجبهة عن تكثيفها للعمل على برنامج نضالي يشمل جوانب ميدانية وتواصلية وإعلامية، عدا عن المبادرات النضالية الميدانية، من شأنه اللجوء لكل الوسائل المشروعة للتعبير عن رفض المواطنين والمواطنات لزيارة رئيس حكومة الاحتلال الذي "ارتكب، ولا يزال، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".
حول تعقيب المرصد المغربي على الزيارة: تصريح رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان حول دعوة نتنياهو لزيارة المغرب
بدوره، عبّر عضو الكتابة الوطنية لحزب النهج العمالي الديمقراطي المغربي، الحبيب التيتي عن رفضه دعوة الملك محمد السادس "نتنياهو" للزيارة بعد يومين من اعتراف الاحتلال بالصحراء الغربية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتي "لإفساد العمق الذي يربط بين الشعبين المغربي والفلسطيني".
وأشار التيتي، إلى اكتساح التطبيع لكل المجالات في المغرب بما فيها القضايا الأمنية والعسكرية والسيادة الغذائية وكل ما يهم الحاجيات الأساسية للشعب المغربي، مردفًا: "منذ بضعة سنوات يتم التمهيد إلى انتقال لنوع جديد من الحماية يحتل فيه الكيان الصهيوني مكانًا كبيرًا".
واعتبر التيتي أنّ زيارة المجرم نتنياهو المرتقبة إلى المغرب تُسهم في تعميق التبعية وإحكام القبضة على الشعب الفلسطيني وقطع إمداداته التاريخية، مشددًا على أن القوى المناضلة بالمغرب واعية بأهداف المخطط الإمبريالي الصهيوني وبأبعاده الخطيرة على شعوبها، وتقوم بدعم الكفاح الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
للمزيد حول بيان التيتي: رفض شعبي لدعوة نتنياهو زيارة المغرب✋
يذكر أن الحكومة المغربية، وقّعت على "اتفاقية أبرهام" التي أُبرمت بينها وبين الاحتلال وذلك خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط في عام 2020م بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ عام 2000.
وبموجب الاتفاقية طبّعت المغرب علاقتها مع الاحتلال إلى جانب عدد من الدول العربية بينها الإمارات والبحرين، فيما تشهد المغرب مؤخرًا تصاعدًا كبيرًا في الإجراءات التطبيعية على كافة المستويات الأمنية والإقليمية والعسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وهو ما يفسر زيارة أكثر من 200 ألف إسرائيلي للمغرب في العام الماضي.