تتواصل الجهود الأمريكية بقيادة الرئيس "جو بايدن" لتسريع التطبيع بين الاحتلال والمملكة السعودية، وسط بوادر محتملة لإتمام الاتفاقية التطبيعية في ظل تتابع زيارات المبعوثين الأمريكيين في سبيل ذلك، على الرغم من التنازلات الكبيرة التي طالبت بها الملكية السعودية.
وبينما طالبت السعودية باتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع لحل القضية الفلسطينية مقابل التطبيع مع تل أبيب، يسعى نتنياهو إلى تشكيل حكومة وسطية لإتمام الاتفاق التطبيعي مع السعودية، وذلك في ظل رفض زعماء المعارضة الانضمام إلى أي حكومة يقودها نتنياهو.
ووسط تحفظ المملكة على اتفاق محتمل للتطبيع مع كيان الاحتلال، أشارت إلى أنها "تطالب بإجراءات على الأرض وليس مجرد وعود من نتنياهو"، كما رجح مسؤولون إسرائيليون احتمالية تغير موقف المعارضة فيما يتعلق بالتطبيع مع السعودية.
وفي إطار المساعي الأمريكية لتسريع التطبيع، أعاد “بايدن” مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلى السعودية في الأيام الأخيرة الماضية، وذلك للمرة الثانية بعد رحلة له هناك في أقل من ثلاثة أشهر، من أجل تسريع التطبيع وإعادة "تشكيل منطقة الشرق الأوسط بشكل أساسي".
وبينما لم يقدم بيان البيت الأبيض سوى القليل من المؤشرات على مدى تقدم خطوات الاتفاق خلال الزيارة، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن القادة السعوديين سيعقدون "محادثات سلام" في شهر أغسطس المقبل، بمشاركة مستشار الأمن القومي "سوليفان" وعدد من الدول الأخرى.
لقراءة المزيد: مبعوث من بايدن يلتقي بن سلمان في جدة😒
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن "التعاقدات الأخيرة سارت على ما يرام"، كما أعرب المسؤولون "عن تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم في الوقت الذي يواصل فيه الدبلوماسيون الحديث حو الاتفاقية".
كما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى قرب تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية أمريكية، مشيرين أن المفاوضات لم تتضمن أي طلب بتنازلات إسرائيلية كبيرة في صراعهم مع الفلسطينيين.
فيما نوه مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات، إلى أن كيان الاحتلال ليس جزءًا من المفاوضات لكنه يعتمد في تطبيعه على وعد أمريكي "بالشفافية الكاملة والتحديثات المنتظمة".
وكانت السعودية قد اشترطت تطوير برنامج نووي مدني يمكن للبلاد من خلاله تخصيب اليورانيوم الخاص بها، من أجل إبرام اتفاق أمني متبادل مع الولايات المتحدة يشمل التطبيع مع الاحتلال، كما طالبت بالسماح للرياض بشراء الأسلحة الأكثر تقدمًا وخاصة نظام الدفاع الصاروخي "ثاد".
وبينما أعرب الأمير محمد بن سلمان في يونيو المنصرم، عن استعداد أكبر لعقد صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، سارع وزير الخارجية الأمريكية "بلينكن" بزيارة السعودية، تلتها رحلة للسيد "سوليفان"، لمناقشة “الشؤون الثنائية والإقليمية لبلورة رؤية مشتركة لشرق أوسط أكثر سلامًا وازدهارًا وترابطًا مع العالم"
للمزيد حول زيارة “بلينكن”: شملت التطبيع.. بلينكن يزور السعودية ويجتمع مع بن سلمان😡
يذكر أن نتنياهو يسعى لإبرام اتفاق تطبيع مع الرياض خلال فترة حكمه معتبرًا إياه من "أولى أولوياته وأن تحقيقه يمثل انتصارًا له"، فيما يشار إلى أن المساعي الأمريكية لإتمامه تأتي لاستكمال مسار التطبيع الذي انطلق منذ عام 2020 والذي طبعت بموجبه عدد من الدول العربية مع الاحتلال تحت رعاية الرئاسة الأمريكية السابقة.