احتجت الجالية الفلسطينية في مدينة بون الألمانية على إقامة معرضًا متنقلًا ينكر حقوق الفلسطينيين ويصف التطور التاريخي لتأسيس كيان الاحتلال منذ عام 1948في ترويج للرواية الإسرائيلية، وضمن فعاليات الاحتجاج بعث المحتجون برسالة إلى عمدة بون كاتيا دورنر تطالب البلدية بإجراء تصحيحات على المعرض.
وأكدت الجالية أن المعرض يقوم على إنكار الاحتلال لطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة، كما ينكر حقهم في الوجود بفلسطين.
ويشتمل المعرض على 32 لوحة من جمعية الديمقراطية والمعلومات، تصف التطور التاريخي لتأسيس كيان الاحتلال منذ عام 1948، كما تعزز رواية أن "اليهود من جميع أنحاء العالم وجدوا وطنًا بعد صدمة الهولوكوست، وكان عليهم الدفاع عنه مرارًا وتكرارًا ضد هجمات الدول العربية المجاورة".
وكان مؤرخ نورمبرغ أورين أوسترر قد زعم بأن الرواية العربية التي تنص على أن "فلسطين مسروقة" لا يمكن الدفاع عنها، كما رفض المدير التنفيذي لجمعية الديمقراطية والإعلام انتقادات الفلسطينيين للمعرض عبر بريد أرسله للجمعية وقال فيه زاعمًا: "أن يحتج مجتمع بون الفلسطيني على هذا ليس مفاجئًا بسبب قربه من المقاطعة وغيرها من المنظمات المثيرة للجدل".
وخلال الاحتجاج، ندد المحتجون بالتزييف والإغفال الذي يقام عليه المعرض في منطقة ستادثاوس الألمانية، حيث يدعي المعرض أن حوالي 700000 فلسطينيًا فروا من وطنهم السابق بين عامي 1947 و 1949، منكرًا طرد الاحتلال لهم.
ووسط مشاركة نشطاء حركة المقاطعة، قال جورج رشماوي، المتحدث باسم الجالية الفلسطينية: "إن الغضب بين الفلسطينيين هائل"، وذلك وسط تأكيد النشطاء على أن المعرض يزوّر الحقائق كما لم يذكر جميع أسباب التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
وحول معرض الاحتلال المتنقل، أوضح الخبير موريل أسيبورغ من مجموعة أبحاث إفريقيا والشرق الأوسط التابعة للمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن المعرض يحمل لوحات حول "الخوف العام من مخاطر الحرب ونداءات القادة العرب والنفور الاجتماعي والثقافي، والعودة إلى الأوطان العربية”.
وأضاف أسيبورغ "من الواضح أنه كان هناك عمليات طرد مستهدفة، وتدمير منهجي للقرى والمدن الفلسطينية، فضلًا عن المذابح والنهب".
وشارك في المعرض مجلس استشاري علمي يضم حوالي 30 مستشرقًا وعالمًا سياسيًا ومؤرخًا، بينما أشارت رئيسة مكتب التكامل والتنوع كوليتا مانيمان إلى ترحب مدينة بون "بالدراسة البناءة والنقدية للموضوع” زاعمةً بأن المدينة تأخذ ردود الفعل النقدية على المعرض على محمل الجد.
كما أوضحت أنه لا يوجد سبب لعدم عرض المعرض، مدعيةً بإتاحة الجولات المصحوبة بالمرشدين في المعرض الفرصة للمناقشة والنقد منذ البداية.
يذكر أن المعرض المتنقل بدأ عرضه في العديد من المدن الألمانية منذ عام 2018 بذريعة سعيه لمواجهة "معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل"، وذلك تحت رعاية المفوض الفيدرالي للحياة اليهودية و"مكافحة معاداة السامية" في ألمانيا.