يبدو أن التوجهات السياسية في السودان تجاه ملف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي يظهر منها أقل بكثير مما يحدث فعليًا، وسط تضارب في موقف وزارة الخارجية التي أيّدت تطبيع الإمارات كامل العلاقات مع الاحتلال بشكل رسمي.
أعلنت وزارة الخارجية السودانية إقالة الناطق الرسمي باسمها حيدر بدوي صادق بسبب إعلان تأييده تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكان حيدر بدوي قال في تصريحات يوم أمس إن الاتصالات قائمة بين السودان والاحتلال من أجل تطبيع العلاقات، وأشاد بالاتفاق الأخير الذي أعلن بين الإمارات والاحتلال، ووصفه بـ "الخطوة الشجاعة والجريئة".
وأضاف أنه في حال توقيع اتفاق سلام فإن السودان "سيكون أهم بلد تطبّع معه "إسرائيل"، حتى أهم من مصر"، مؤكدا أن "السلام بين "إسرائيل" والبلدان العربية يساعد العالم على تحقيق السلام الدولي".
ثم عاد بدوي ووجه رسالة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قبل إعفائه من منصبه قائلًا: "احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع "إسرائيل".
بعد ذلك، نفت وزارة الخارجية السودانية ما ورد في تصريحات الناطق باسمها، وعبرت عن دهشتها منها، وقال وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين في تصريح صحفي إن الوزارة "تلقت بدهشة" تصريحات حيدر بدوي صادق.
وأضاف الوزير أن هذه التصريحات "أوجدت وضعا ملتبسا يحتاج لتوضيح"، وشدد على أن "أمر العلاقات مع
"إسرائيل" لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان، ولم يتم تكليف السفير حيدر بدوي للإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن".
كما يأتي ذلك في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية بين السودان والاحتلال، إلا أنه في فبراير/شباط الماضي التقى نتنياهو مع البرهان في كمبالا عاصمة أوغندا.