الرئيسية| التقارير |تفاصيل الخبر

التطبيع الرياضي: عودة إسرائيلية إلى آسيا؟

يبدو أن موجات التطبيع المتعددة والمتتالية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، سواء المباشرة التي انتهت بتوقيع "اتفاق سلام" أو التي تنتظر التوقيع وتمر في حالة تقارب تطبيعي، ألقت بظلالها على مجالات كان التطبيع فيها مواربًا يتم على استحياء، فأصبح حاليًا تعاونًا مباشرًا يعكس حالة من "الصداقة والود".


ولطالما كانت مواقف الرياضيين العرب، الفردية في غالبها، بمثابة خط الدفاع الأخير لمواجهة التطبيع الرياضي مع الاحتلال، وفي ذلك كان هناك العديد من المواقف العلنية لرياضيين ولاعبين كرة قدم وألعاب قوى انسحبوا من مسابقات إقليمية ودولية رفضًا للقاء راضيين يمثلون دولة الاحتلال التي تمعن في قتل الفلسطينيين وتصنيفهم عنصريًا.



ومنذ توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي والبحريني مع الاحتلال، تسارع التطبيع الرياضي ليصبح تعاونًا على مستوى عميق من العلاقات، وصلت إلى السعي لشراء نادي "بيتار القدس" الإسرائيلي الذي ينادي، من مشجعيه إلى أعلى سلمه الإداري، إلى عداء العرب والفلسطينيين.



وسافر رئيس نادي بيتار القدس، موشيه حوجيج إلى دبي، مطلع ديسمبر الجاري، على رأس وفد من مجلس الإدارة؛ للتفاوض على الصفقة مع الشيخ حمد بن خليفة.
ومن المنتظر التوقيع على الصفقة خلال الأيام المقبلة، إذ أشار “بيتار القدس” إلى أن حمد بن خليفة بالنيابة عن ولي عهد أبو ظبي ينوي شراء 49% من أسهم الفريق.



يذكر أن ”بيتار القدس” أو “بيتار يوروشلايم” بالعبرية، هو النادي الإسرائيلي الوحيد الذي لم يشرك أي لاعب عربي للعب ضمن صفوفه، إذ يعتمد في شعبيته على أبناء الطوائف الشرقية الذين يسكنون عادة الأحياء الفقيرة والمعروفين بكراهيتهم للعرب.



وينتمي معظم هؤلاء إلى الأحزاب الدينية وحزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو.
بذات الشأن، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن اتفاق جديد في إطار التطبيع الرياضي، بين الإمارات والاحتلال على خوض منتخبيهما لكرة القدم مباراة ودية، صيف العام المقبل، إذ ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الاتفاق جاء بعد حديث بين رئيس اتحاد الكرة الإسرائيلي أورن حسون، ونظيره الإماراتي راشد بن حميد النعيمي.



وأشارت إلى أنه "جرى الاتفاق بين الجانبين على إطلاق تعاون مشترك، وإقامة مباراة ودية لكرة القدم بين المنتخبين الإسرائيلي والإماراتي الصيف المقبل".



وسبق ذلك إعلان نادي "مكابي حيفا" الإسرائيلي عن تلقيه دعوة رسمية من نادي العين الإماراتي، لخوض مباراة ودية بينهما في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إذ نشر الموقع الرسمي للنادي الإسرائيلي تصريحات لرئيسه يعقوب شاحار قال فيها "يسعدني إبلاغكم أن نادينا قد تمت دعوته لعقد مباراة ودية لكرة القدم تسمى (مباراة السلام) في أبو ظبي ضد نادي العين".



وكان نادي النصر الإماراتي أعلن في سبتمبر أيلول الماضي ضم لاعبه الجديد ضياء سبع الذي أصبح أول لاعب في المنتخب الإسرائيلي يحترف بدوري الخليج العربي الإماراتي لكرة القدم.
كما وجه نادي "هبوعيل بئر السبع" الإسرائيلي مطلع سبتمبر الماضي، دعوة إلى فريق "شباب الأهلي دبي" لخوض مباراة ودية بينهما، احتفاءً بتطبيع العلاقات بين الجانبين.



وبذلك كسرت أبو ظبي خطوطًا حمراء كانت مرسومة في العلاقات العربية الإسرائيلية؛ وعلى الرغم من تطبيع مصر والأردن مع "تل أبيب" منذ عقود طويلة فإن العلاقات بقيت إلى حد كبير في الإطار السياسي والاقتصادي أحيانًا، وكثيرًا ما رفض رياضيو البلدين مواجهة إسرائيليين في محافل رياضية قارية وعالمية وازنة.



ومع تسارع "التطبيع الرياضي" ومحاولة دمج "إسرائيل" عربيًا، تعالت أصوات تتساءل حول إمكانية عودة "تل أبيب" إلى القارة الآسيوية بعدما أجبرها العرب سابقًا بقيادة الكويت على الخروج من القارة الصفراء، لتضطر للتوجه إلى ملاعب القارة الأوروبية.



وشارك المنتخب الإسرائيلي في النسخة الأولى لنهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم، التي أقيمت في هونغ كونغ عام 1956، إلى جانب كوريا الجنوبية وفيتنام.
كما شارك في النسخة الثانية عام 1960، التي عرفت أيضًا مشاركة منتخبات النسخة الأولى مع غياب هونغ كونغ ومشاركة الصين مكانها، ثم استضافت "إسرائيل" النسخة الثالثة عام 1964، وتُوّجت بلقب البطولة التي عرفت وجود الهند وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية، ثم خاضت النسخة الرابعة بعد 4 أعوام بمشاركة منتخبات إيران وبورما وهونغ كونغ والصين.



ثم غاب منتخب "إسرائيل" عن نسخة 1972، التي تضمنت مشاركة منتخبين عربيين هما: العراق والكويت، قبل أن تضطر "إسرائيل" مجبرة للانسحاب من الاتحاد الآسيوي عام 1974؛ بدفع من رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم أحمد السعدون، لتنضم إلى الاتحاد الأوروبي عام 1992.



حتى قبل توقيع اتفاقية التطبيع الأخيرة، كانت ثمة مشاركات إسرائيلية في فعاليات رياضية متنوعة إذ شارك سائقان إسرائيليان في "رالي أبوظبي الصحراوي" للسيارات، في مارس/آذار 2018، وثم شارك في الشهر ذاته، 20 رياضيًا إسرائيليًا في "بطولة العالم للجوجيتسو" لفنون القتال للشباب والناشئين بالإمارات.



وفي مايو/ أيار 2018، شاركت الإمارات في "طواف إيطاليا 2018" للدراجات الهوائية في "إسرائيل"، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018، تم عزف النشيد الإسرائيلي في الإمارات، بعد فوز لاعب إسرائيلي في بطولة دولية للجودو، بحضور وزيرة الثقافة والرياضة الإماراتية، ميري ريغيف.



كما في مارس/آذار 2019، شارك وفد رياضي إسرائيلي في دورة الألعاب الأولمبية المخصصة للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في أبو ظبي.ِ



كما استضافت العاصمة القطرية الدوحة، لاعبين إسرائيليين للمشاركة في بطولة الألعاب العالمية الشاطئية التي أقيمت في أكتوبر 2019، وسبق ذلك عزف النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتكفا"، في قطر بعد فوز لاعب الجمباز الإسرائيلي، أليكس شاتيلوف، بميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز، المقامة في الدوحة.



في ظل ذلك، هل يمكن أن تصبح عودة الاتحادات الرياضية الإسرائيلية المختلفة للتصنيف الآسيوي، والمشاركة في البطولات الإقليمية الي تضم عددًا كبيرًا من الفرق العربية؟


 

مقاطعة نشطة

الأكثر قراءة

أخبار ذات صلة