تتواصل الحملات التحريضية ضد الطالبة اليمنية فاطمة محمد للتشهير بها، وذلك عقب انتقادها لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني خلال خطابها في حفل تخريج كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك، وإشادتها بحملات المقاطعة الطلابية لـ"إسرائيل".
وفي إطار ذلك، انتقد عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي والسياسيين خطاب فاطمة الفلسطيني بذريعة "معاداة السامية"، زاعمين تحريضها على كراهية الاحتلال الإسرائيلي عبر دعوتها لمقاطعته نصرةً لفلسطين.
وفي ظل التحريض على الخطاب، قدم أعضاء الكونجرس الأمريكي تشريعًا لإلغاء تمويل الجامعات التي تستضيف أحداثا "معادية للسامية"، فيما توسعت قائمة الإدانات لفاطمة من قبل المسؤولين العموميين والجماعات اليهودية، حيث ندّد أكثر من عشرين شخصًا من ممثلي المدينة بانتقاد فاطمة للانتهاكات الإسرائيلية، عدا عن إطلاقهم حملة للتشهير بها.
Bill in Congress aims to defund colleges for antisemitism after NY law school speech https://t.co/1YFT5rSEGN
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) June 2, 2023
ويحتوي مشروع قانون وقف "معاداة السامية" في حرم الجامعات على ثمانية رعاة مشاركين من الجمهوريين، يتقدمهم الجمهوري “مايك لولر” الذي شارك الجالية اليهودية في نيويورك سخطها على كلمة فاطمة خلال تخريج كلية الحقوق.
كما شدد “لولر“ على ضرورة وقف تمويل الجامعات الحاضنة للأنشطة “المعادية للسامية“ عبر بيان قال فيه: "لا ينبغي لأي كلية أو جامعة أن تحصل على دولار واحد من تمويل التعليم الفيدرالي إذا قاموا بالترويج لـ "معاداة السامية" في الحرم الجامعي".
وفي ذات الإطار، طالب المؤتمر الجمهوري لمجلس شيوخ ولاية نيويورك بحجب تمويل دافعي الضرائب لقانون جامعة مدينة نيويورك، مستشهدًا بحالات سابقة من النشاط المناصر للقضية الفلسطينية في الجامعات العامة.
أما عن المركز القومي اليهودي للدفاع فقد اتفق مع المنتدى القانوني الدولي، في دعوته إلى التدقيق الفيدرالي في كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك، فيما طالب مفوض دائرة الإيرادات الداخلية باتخاذ إجراء بشأن تمويل الجامعة.
كما أعرب الطرفان عن قلقهم من تاريخ جامعة مدينة نيويورك باعتبارها نقطة انطلاق للترويج المنهجي لأنشطة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، والتحيز المعادي للصهيونية في الحرم الجامعي، في الوقت الذي طالب فيه عضو مجلس مدينة نيويورك "آري كاجان" بإجراء تحقيق في حفل التخرج بجامعة مدينة نيويورك في ظل تصاعد الضغط بشأن الخطاب المناهض للصهيونية.
واستنكر عدد من الجماعات اليهودية بمن فيهم الأجندة اليهودية التقدمية في نيويورك والاتحاد الأرثوذكسي و المؤتمر اليهودي العالمي خطاب فاطمة المرّوج لـ "التمييز والكراهية" على حد وصفهم، معربين عن استيائهم من إشادتها بحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي.
وردًا على التحريض، تتواصل حملات التضامن مع فاطمة، حيث أطلق النشطاء من أنصار القضية الفلسطينية عريضة إلكترونية لدعم فاطمة، أمام هجوم جامعة مدينة نيويورك ضد التنظيم من أجل فلسطين، وذلك عقب إصدارها بيانًا يندد بخطاب فاطمة في ظل تهديدها بالقتل.
أما عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في نيويورك، فقد انتقد استنكار الجامعة لخطاب فاطمة رغم موافقتها المسبقة عليه، كما قام مركز الحقوق الدستورية ونقابة المحامين الوطنية بالدفاع عن فاطمة.
وبينما عدت نقابة المحامين شجب الخطاب جزءًا من أفق قمعية وعنصرية أمريكية أوسع من نطاق الخطاب من أجل مراقبة الأنشطة الداعمة لفلسطينيين من خلال استغلال كلمة فاطمة، استنكرت مؤسسة الحقوق الفردية انتقاد الجامعة لفاطمة ومحاولتها لنزع حقها في حرية التعبير، محذرةً من معاقبة الطلاب على حريتهم في إبداء الرأي.
وأدانت حملة التضامن مع فلسطين في هارفارد، حملة التشهير التي يشنّها اللوبي الصهيوني على الطالبة اليمنية فاطمة موسى محمد، مشيرةً إلى أن هذا الاستهداف يهدف إلى إيقاف الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية في ظل اتساع موجة العنف الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وفي غضون 13 دقيقة من الخطاب، قالت فاطمة "لم يعد بإمكان فلسطين أن تكون استثناءً لسعينا لتحقيق العدالة"، وذلك عقب تناولها للاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، متحدثةً عن جرائم التطهير والتهجير، والتدمير الذي طال الجنائز و المقابر.
كما أشادت فاطمة بحملات المقاطعة التي تقودها الأطر الطلابية في كلية الحقوق تأييدًا لحركة (BDS)، فيما دعت الجامعة إلى عزل الأساتذة اليهود من أعضاء الهيئة التدريسية بها، في ظل توسع الاحتلال الإسرائيلي بممارسته للأبارتهايد منذ 75 عام من النكبة المستمرة، مشيرةً إلى هدفها باكتساب المهارات القانونية اللازمة لحماية مجتمعها.
يذكر أن فاطمة لم تكن الطالبة الأولى التي تتعرض للهجمة الصهيونية، فقد سبقتها الطالبة "نردين كسواني"، وطالبة يمنية أخرى تحدثتا في نيويورك عن القضية الفلسطينية في محاولة لاستثمار المنصة في رفع الوعي وبناء حركة من أجل التحرير الفلسطيني لا سيما في ظل القوة التأثيرية لما يحدث في الحياة هناك قولًا وفعلًا.