تواجه صحيفة “واشنطن بوست” تحريضًا إسرائيليًا، على خلفية تصديرها للأخبار الفلسطينية ونقلها الوقائع الميدانية كما هي في الحقيقية عبر موقعها الإلكتروني، كمنبر أجنبي يسلط الضوء على القضايا العالمية ويكشف عما يحدث في الأراضي الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، تطبيقًا لشعار الصحيفة "الديمقراطية تموت في الظلام".
وفي ذلك زعمت مفوضة العمل الرئاسي لـ "مكافحة معاداة السامية" في جامعة جورج واشنطن، أن "صحيفة واشنطن" بوست تعمل على شيطنة الاحتلال بصورة “بعيدة عن الحقيقية” عبر العناوين الرئيسية، متهمةَ إياها بتشويه سمعة كيان الاحتلال والتحريض على كراهية الإسرائيليين في نطاق أعمالها "المعادية للسامية".
وأمام شهرة الصحيفة العالمية وأثرها الممتد، ادّعت المفوضة أن “الصحيفة ألحقت الضرر بكيان الاحتلال بين جمهورها في جميع أنحاء العالم”، لا سيما بعد دعمها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على "إسرائيل".
وبينما تُركّز الصحيفة على ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية ووحشية قوات الاحتلال تجاه المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعربت المفوضية عن غضبها على الصحيفة بمن فيها من العاملين، فيما زعمت اتهام المؤلفين والمحررين للجيش الإسرائيلي بالعنف.
كما بررت المفوضة “عدوان الجيش ضد الفلسطينيين بأنه عمل دفاعي"، واصفةً الفصائل الفلسطينية والنشطاء في حركات التحرير الفلسطينية بـ "الإرهاب".
وضمن مزاعمها، انتقدت المفوضة انتقائية التقارير في صحيفة واشنطن بوست التي تتناول النضال الفلسطيني كعمل بطولي ينادي بالحرية، زاعمةً :"استبعاد هذه المعلومات للحيوية والجهود الإيجابية التي يبذلها كيان الاحتلال لإصلاح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
كما ادعت المفوضة في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، “التزام الاحتلال بأخلاقيات استخدام القوة المسلحة التي تتطلب الامتناع عن إلحاق الأذى بحياة الإنسان الأعزل وممتلكاته في جميع الأوقات”، وذلك وفقًا لمبدأ "نقاء السلاح"، متجاهلةً عدد الشهداء والاعتداءات المتكررة، عدا عن الجرحى والمدنيين الذين يواجهون الموت كل يوم في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وعدّت المفوضة نقل الصحيفة للحقائق الفلسطينية بصورة مدروسة لكيفية معالجة المحتوى واختيار لغته، مخالفةً لشعارها الذي ينادي بالديمقراطية، زاعمةً فشلها في تسليط الضوء على "الحقيقة الكاملة بشكل يعمل على تقويض الديمقراطية”.
يذكر أن صحيفة“ واشنطن بوست“ هي صحيفة يومية أمريكية تعمل على تغطية القضايا العالمية، وتأسست في عام 1877، لتصدر في العاصمة الأمريكية واشنطن، وهي أكثر الصحف انتشارًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما يشار إلى أن الصحيفة قامت بتغطية الأحداث الفلسطينية في الضفة الغربية مؤخرًا، كما عالجت قضية الاقتحامات والاعتداءات وارتقاء الشهداء لا سيما في مخيم جنين بصورة إنسانية، فيما ركزت على ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أثناء تغطيتها للأحداث.
كما أفردت الصحيفة مساحة خاصة لعملية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وتداعياتها، عدا عن حضورها القوي في مونديال قطر لكأس العالم لتصدير الاحتضان العربي للقضية الفلسطينية وتسليط الضوء على قوة حشدهم لدعم الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي المحتلة.