تواجه صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تحريضًا من قبل اللوبي الصهيوني، بتهمة "معاداة السامية وتشويه صورة كيان الاحتلال"، وذلك عقب نشرها لرسمة كاريكاتورية توضح ازدواجية المجتمع الدولي تجاه فلسطين، فيما يتعلق بالاهتمام العالمي بالحرب الروسية في أوكرانيا مقارنةً بتجاهل الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في جنين.
وفي إطار التحريض، ادعى المتحدث باسم مجلس القيادة اليهودية محاولة الصحيفة "لإنكار حق كيان الاحتلال في الدفاع عن نفسه من خلال إلقاء معادلة زائفة بين الأوكرانيين والإرهابيين الفلسطينيين"، واصفًا الكاريكاتور بـ “المروع”.
ونشرت الصحيفة الكاريكاتير الذي رسمه الفنان البريطاني "ديف بروان"، وظهر فيه مقاومًا فلسطينيًا يرتدي الكوفية وهو مُلقىً على الأرض، ويحاول كتابة كلمة "أوكرانيا" بدمائه فوق كلمة "جنين" على لافتة وسط الدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال بالمخيم، فيما قال المقاوم بعدما غيّر اسم اللافتة: "هل تستطيعون رؤيتي الآن" في إشارة إلى التجاهل الدولي للعدوان على جنين.
وفي ذات السياق، اتّهمت هيئة الرقابة على وسائل الإعلام البريطانية صحيفة "الإندبندنت" بـ "محاولتها تشويه آراء قرائها حول نزاعين مختلفين للغاية" مدعيةً أن هذا الأمر "غير مسؤول وغير مناسب"، على الرغم من إقراراها باختصاص صحيفة "الإندبندنت" بالرسوم الكاريكاتورية الساخرة.
من جانبه، أعرب المتحدث باسم الجمعية اليهودية القومية في بريطانيا عن غضبه من آلية مقارنة الكاريكاتير بين الفلسطينيين والأوكرانيين بصورة تكافئ بين الطرفين، مدعيًا أن" الفلسطينيين يحاولون تدمير الدولة اليهودية وقتل أو طرد السكان اليهود"، كما عدّ هذا الكاريكاتير "إهانة لأوكرانيا وشعبها".
وفي وقت سابق اتّهم المحامي “أنتوني جوليوس”، الداعم للاحتلال الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة "الإندبندنت"، بأنها "معادية للسامية، بطريقة غير مسؤولة وبشكل خيالي، في وقت متقلب"، كما قدم شكوى ضد الصحيفة نيابةً عن السفارة الإسرائيلية.
يذكر أن الفنان "ديف براون" الذي رسم الصورة لهذا الكاريكاتير قد حصل على جائزة الكرتون السياسي لعام 2003، فيما يشار إلى أن رسمتها الكاريكاتورية الداعمة للقضية الفلسطينية هذه، لم تكن الأولى فقد قام بتصوير رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "أرييل شارون" على أنه وحش مشوَه يستهلك الأطفال الفلسطينيين.
فيما يشار إلى أن رسمته الأخيرة جاءت ردًا على العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين الذي استمر لـ 48 ساعة منذ ساعات صباح يوم الإثنين الموافق 3/يوليو الجاري، حيث توغَّلَ الجيش في هجومه وسط دعم من السلاح البري والجوي الذي طال كل شيء حتى المستشفيات، مُخلّفًا 12 شهيد بينهم 3 أطفال، ونحو 140 إصابة بينهم 20 إصابة خطيرة، عدا عن نزوح الآلاف.