رحبت حركة المقاطعة في الأردن بتراجع الفنان "نائل أبو عياش" عن فعله التطبيعي، واعتذاره من الشعبين الأردني والفلسطيني عقب ظهوره في حملة إعلانية لصالح شركة "هونداي" للمركبات، والتي كانت إحدى نسخها موجهة لسوق الاحتلال الإسرائيلي باللغة العبرية عبر بالتعاون مع طاقم أردني ومجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما حمّل أبوعياش نفسه المسؤولية عن هذا الاختراق التطبيعي، أكد على رفضه القطعي للتطبيع مع الاحتلال وتراجعه عن أي عمل يحاول الترويج للتطبيع أو قد يُفهم منه الدعوة لشرعنة الاحتلال، منوهًا إلى اعتزازه بكل الأصوات التي صدحت برفضها للتطبيع.
وفي بيان لها، اعتبرت الحركة الاعتراف بالتطبيع والتراجع والاعتذار عنه نجاحًا لسلاح الردع الشعبي لجريمة التطبيع، مؤكدةً أن باب التراجع مفتوح لبقية الممثلين والمنخرطين في تصوير إعلان شركة هونداي العالمية.
كما أكدت الحركة على خطورة هذه المشاركات لتجاوزها مفهوم التطبيع، وانتقالها إلى الشراكة مع المشروع الاستعماري في رسالة خبيثة تحمل مضامين وأبعاد كارثية على الوعي الجمعي المعادي لكل ما هو صهيوني عبر تلميع صورته أمام العالم، رغم تصاعد الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
من جانبه، أكد أبو عياش على فبركة الإعلان لتركيب صوتي ينطق باللغة العبرية في المادة المرئية المصورة التي ظهر فيها كممثل بشخصيته للترويج لشركة المركبات العالمية "هونداي"، مشددًا على أنه "لا يطيق استخدام ولا سماع اللغة العبرية، وأن ما كان في الإعلان عبارة عن دوبلاج".
كما نوه أبو عياش إلى عدم مشاركة أي جهة أو شخصية تمثل الاحتلال، في إنتاج المادة الفلمية التي تم تصويرها في الأردن وبثها قبل قرابة العامين لصالح الشركة المنتجة للمركبات، والتي تم التعاقد معها لصنع عدة نسخ دعائية منها بلغات مختلفة تختارها الشركة
وبينما أوضح أبو عياش أن نظام التعاقد مع الشركة كان ينص على استخدام المواد المصورة بحرية في الترويج لمنتجاتها، أعرب عن أسفه في استخدام اللغة العبرية وسط هذه النسخ، مشيرًا إلى أن المادة لم تحمل أي إشارة للترويج للتطبيع ولا حتى بالتلميح للتعاون مع أي جهة تابعة للاحتلال.
وفي هذا الإطار، طالب أبو عياش الفنانين بضرورة الانتباه في التعاقد مع جهات الإنتاج المختلفة والعالمية لاسيما فيما يُعرف “باتفاقية السرية” التي تلزم الفنان بالامتناع عن البوح بمضمون العمل حتى في حالة رفضه، كما تمنعه من الإبلاغ عن العمل بحيث يكون الفنان تحت طائلة المساءلة القانونية.
وطالب الفنان الحركات المناهضة للاحتلال والمنظمات الحقوقية والنقابات الفنية بضرورة إيجاد حل يتم إضافته من قبل الفنانين على عقود العمل لحمايتهم من التطبيع وضمان حقهم في رفض استغلال صورهم أو صوتهم في أي عملية غير مناسبة، داعيًا الجهات المعنية بتخصيص مكتب إرشادي لإبداء النصح والحماية والمراجعة لمثل هذه البنود لا سيما مع شركات الإنتاج العالمية.
كما دعا عياش إلى زيادة الوعي والتثقيف بأشكال التطبيع وأساليبه الحديثة التي تفوق فكرة التعامل والتعاون والترويج بشكل مباشر للاحتلال والتي وصفها بـ "الماكرة"، مضيفًا "التطبيع ليس بالضرورة فقط أن يكون بالتعامل مع الكيان الصهيوني مباشرة أو من خلال الترويج لما يصب في مصلحته المادية والمعنوية".
وبينما أكدت الحركة على أن التراجع العلنيّ والالتزام برفض التطبيع والاعتذار عنه، هو خطوة مهمة لحماية المجتمعات العربية من توسع في أي نشاط تطبيعي مع الاحتلال، أشادت بموقف الشعب الأردني الذي أظهر غيرته على مصلحته الوطنية ومقاومته للاحتلال عبر ردود الأفعال على منصات وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الإعلان التطبيعي.
وكرر أبو عياش اعتذاره عن الخطأ الذي لم يكن يقصد به إلحاق الأذى أو الاستهانة بأرواح الشهداء في فلسطين، كما قال "أشهد الله والجميع عن التراجع والوقوف الحازم واللامتهاون أمام أي عمل تطبيعي أو مشبوه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تقلل من حق وتاريخ شعبي الأردني والفلسطيني".
وأعرب عن شكره وفخره بغضب النشطاء الأردنيين الرافض للتطبيع، كما أشاد بموقف زملائه الإعلاميين والفنانين الذي بادروا بلفت انتباهه للفبركة الإعلانية التي كان يجهل بأمرها من باب رفضهم واستهجانهم لمشاركته في خدمة أجندة الاحتلال التطبيعية.
وفي ختام بيانها، دعت حركة المقاطعة الممثلين الذين ظهروا في نفس الإعلان إلى التراجع عن فعلتهم والاعتذار للشعبين الأردني والفلسطيني، مضيفةً "إن لم يعتذر الفنانون فإنه على شرفاء هذا الوطن إلغاء متابعتهم ومقاطعة كل ما يأتي من خلالهم والضغط عليهم للتراجع عن فعلتهم، انتصاراً للحق واحتراماً للأعراف والقيم الأردنية والعربية".