تواجه جامعة مدينة نيويورك تحريضًا إسرائيليًا جديدًا بتهمة "معاداة السامية"، على خلفية تعيينها البروفسور الداعم لفلسطين “مارك هيل”، أستاذًا رئاسيًا للتعليم الحضري في مركز الدراسات العليا بالجامعة، وكان هيل قد طرد في عام 2018، من شبكة "CNN" الأمريكية بعد خطاب دعا فيه إلى مناهضة ومقاطعة الاحتلال.
وفي إطار التحريض، دعا أنصار الاحتلال جامعة مدينة نيويورك إلى السماح للفيدراليين بالتحقيق في "معاداة السامية" داخل حرمها الجامعي، كما دعت سياسية أمريكية إلى التوقيع على مشروع قانون يقدم 51 مليون دولار لـ "مكافحة جرائم الكراهية" في حرم كلية هانتر داخل الجامعة والتحقيق فيها، زاعمةً أن الكلية "توفر فرصة للتمييز".
وبينما ندّد النشطاء المؤيدون للاحتلال بتعيين هيل في الجامعة، قال عضو مجلس بروكلين "آري كاجان" عبر تغريدة له: "أدعو مجلس أمناء جامعة مدينة نيويورك إلى عدم السماح لهذا التوظيف الخطير بالمضي قدمًا مما سيجعل الطلاب والموظفين اليهود في جامعة مدينة نيويورك يشعرون بأمان أقل مما هم عليه الآن".
كما ادّعى الوصي السابق على مجلس إدارة جامعة مدينة نيويورك، بأن توظيف "هيل" مثال آخر على "تراجع المعايير في جامعة مدينة نيويورك"، زاعمًا بأن "العبارة المؤيدة للفلسطينيين تعني دفع اليهود إلى البحر أو الإبادة".
وأشار الوصي إلى طرد "هيل" من شبكة "CNN" الأمريكية في عام 2018 لإعلانه "تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" في اجتماع للأمم المتحدة مؤيد لفلسطين، فيما ندد أنصار القضية الفلسطينية بهذا الطرد.
وتعقيبًا على تعيينه في جامعة مدينة نيويورك وصف "هيل" هذه الفرصة بالشيء الذي "طالما حلم به"، معربًا عن طموحه القديم في الانتقال من جامعة تمبل إلى جامعة مدينة نيويورك والتدريس في برامج الدراسات العليا.
وكان أستاذ الإعلام "هيل" 44 ( عامًا) قد دعا الدول إلى مقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات منه في خطاب ألقاه بمناسبة اليوم الدولي للأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات سابقة قال هيل "لدينا فرصة ليس فقط لتقديم التضامن بالكلمات ولكن للالتزام بالعمل السياسي والشعبي والمحلي والعمل الدولي الذي يمنحنا ما تتطلبه العدالة وهو فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
وفي تغريدة له عبر موقع إكس -تويتر سابقًا- أوضح هيل أن إعلانه عن حرية فلسطين من النهر إلى البحر هو بمثابة دعوة للعدالة في فلسطين، مؤكدًا على وضوح خطابه في هذا النطاق، كما تابع بقوله:" لم تكن إشارتي (من النهر إلى البحر) دعوة لتدمير أي شيء أو أي شخص".
وأضاف هيل "أنا أؤيد الحرية الفلسطينية وأؤيد حق الفلسطينيين في تقرير المصير"، مشددًا على عدم تأييده لـ "معاداة السامية"، أو قتل الشعب اليهودي، منوهًا إلى أنه قضى حياته في محاربة التهم المنسوبة إلى خطابه الداعم للقضية الفلسطينية.
يذكر أن تعيين هيل تم بالموافقة من قبل رئيس مركز جامعة مدينة نيويورك "غراد روبن جاريل" وبدعم من مجلس جامعة مدينة نيويورك
وفي ذلك قال متحدث باسم مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك: "تم اختيار البروفيسور هيل، وهو خبير يحظى باحترام واسع في مجاله، بالإجماع من قبل لجنة توظيف التعليم الحضري لمنصب يركز على تعزيز المحادثة والبحث حول دور التعليم في المجتمع الأمريكي".
وأضاف:" استعرضت اللجنة مجمل دراساته وتعليقاته العامة، والتي تشمل خطاب اعتذار علني عن الملاحظات التي أدلى بها قبل نصف عقد وإدانته القوية والقاطعة لمعاداة السامية والعنف المعادي للسامية".
يأتي توظيف "هيل" بعد 3 أشهر فقط من إلقاء خريجة كلية الحقوق بجامعة مدينة نيويورك فاطمة محمد خطابًا مناهضًا للاحتلال، والذي واجهت على إثره حملة تحريض واسعة، وتم اتهامها “بالتحريض على الكراهية".
فيما يشار إلى أن جامعة مدينة نيويورك تواجه تحريضًا متواصلًا من قبل اللوبي الإسرائيلي بذريعة "معاداة السامية"، لاحتضانها الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية والخطابات المناهضة للاحتلال، عدا هن دعمها للحركات الطلابية المؤيدة للمقاطعة.