تفاجأ الأمن الأردني مساء الأحد بحجم استجابة الشارع لنداءات التوجه نحو السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان، للاحتجاج ورفض استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم وجود حلول لإنهاء تأثير سلاح التجويع الممنهج ضد أهالي القطاع.
السلطات الأردنية كانت قد نشرت قواتها الأمنية لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في مسجد الكالوتي وكانوا يخططون للتوجه نحو السفارة الصهيونية الشديدة التحصين والقريبة من المسجد.
حصار مقابل حصار
أثناء سير المتظاهرين هاجمتهم القوات الأمنية بالغاز المسيل للدموع وحاولت تفريقهم، إضافة إلى تنفيذها حملة اعتقالات بصفوف النشطاء والمحتجين الذين رددوا هتافات "كل الأردن مع حماس.. بالروح والدم نفديك يا أقصى"، وكذلك "الله أكبر.. بسم الله.. الله أكبر".
"التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة" كان قد أعلن عن الوقفة التي حملت عنوان "حصار سفارة العدو الصهيوني"، كرد فعل طبيعي بعد الأخبار المتداولة عن حصار مستشفى الشفاء في غزة وحالات القتل والتنكيل، وفق تصريح عضو التجمع خالد الناطور.
المتظاهرون طالبوا بالضغط تجاه وقف الحرب، وقطع كافة العلاقات مع الاحتلال وإنهاء اتفاقيات التطبيع معه.
محاولة احتواء!
سياسيًا، ارتفعت حدة مطالبات الأردن بضرورة التحرك في الملف الذي قد يؤثر على ساحته الداخية بعد اشتعال الشارع بالوقفات والتظاهرات التي تطورت أحداثها لاشتباكات واعتقالات وحديث عن قمع حرية الرأي والتعبير.
ملك الأردن عبدالله الثاني طالب الأحد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف في ظل تدهور الحالة الإنسانية الكارثية التي تتطلب تحركاً فورياً من المجتمع الدولي للحد من تفاقمها”.
حتى أن وزير الخارجية أيمن الصفدي أطلق سيلاً من التصريحات اليوم الإثنين منها ما يطالب بوقف الحرب وآخر بإيصال المساعدات وآخر يحذر من اقتحام رفح وتدهور الأوضاع، ومن تحول غزة لمقبرة للأطفال!.
الحراك سيستمر
هذه التصريحات السياسية لم تقنع الحراك الشعبي على ما يبدو، حيث تنشط على مواقع التواصل دعوات بالتوجه مرة أخرى اليوم بعد صلاة التراويح وبشكل مستمر إلى محيط سفارة العدو، غضبًا من مواصلة الجرائم بحق غزة ورفضًا لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
الشارع الذي لم يهدأ خلال أيام العدوان على غزة تأججت نيرانه مؤخرًا بعد سلسلة من القمع والفصل والاعتقالات، تلاها حملات للمطالبة عن معتقلي حرية الرأي والتعبير الذين دعموا غزة وأبرزهم مؤيد الخطيب ومجد الفراج وأيمن صندوقة وغيرهم الكثير.