أحيا عرب وأجانب ذكرى النكبة الفلسطينية، والتي تُصادف 15 مايو من كل عام، من خلال مظاهرات عمّت أرجاء العالم، وطالبت بحق "عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم"، ونددت بالحرب الإسرائيلية المتواصلة في غزة وبمحاولة تهجير أهالي القطاع.

ففي الضفة الغربية المحتلة، انطلقت مسيرات حاشدة في رام الله إحياءً للذكرى ولوح المتظاهرون فيها بالأعلام الفلسطينية ورايات سوداء، فيما دوَّت صفارات الإنذار لـ76 ثانية في مختلف المدن الفلسطينية، بعدد سنوات "النكبة".

أما الطلاب العرب بجامعة تل أبيب المشيدة على أرض الشيخ مونس المهجرة، فقد تفاعلوا عبر إنشاد قصيدة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان “موطني” في ساحة أنطين، ثم رفعوا شعارات من قبيل "نكبتنا مستمرة"، و"منعوا رفع العلم"، في إشارة إلى العلم الفلسطيني الذي منعت الشرطة الإسرائيلية رفعه، فعوضه الطلاب بصور البطيخ الأحمر الذي يعد رمزاً من رموز النضال ضد الاحتلال.

 كما أحيا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ذكرى النكبة عبر سلسلة من الوقفات والأنشطة الوطنية والتراثية في المخيمات، وقد تحولت إلى مناسبة للمطالبة بـ"وقف العدوان الإسرائيلي" على غزة من جهة، وتجديد التمسك بالأرض وحق العودة من جهة أخرى.

وفي المغرب، شهدت عدة مدن، مساء الأربعاء، مظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، وذلك بمناسبة الذكرى 76 للنكبة وأعرب المشاركون في الوقفات عن رفضهم خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، منددين بـ”عجز المجتمع الدولي عن توقيف الحرب، وحماية المدنيين”.

وحملت التظاهرات عنوان: "كلنا ضد الإبادة الجماعية واجتياح رفح، ومن أجل إيقاف المتابعات ضد مناصري القضية الفلسطينية ومناهضي التطبيع". ومن بين الشعارات التي تم ترديدها “غزة رمز العزة”، و”يا شهيد ارتاح، سنواصل الكفاح”.

وفي باريس، تجمع الطلاب الداعمون لفلسطين في ساحة جامعة السوربون لإحياء الذكرى وحمل المتظاهرون الذين طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لافتات كتب عليها "دعم فلسطين ليس جريمة".

وقال الطالب الفلسطيني خالد، فضل عدم ذكر اسم العائلة، في كلمته في المظاهرة إن "التطهير العرقي والقمع والاحتلال والفصل العنصري والظلم مستمر منذ 76 عاما. والنكبة لم تنته".

ونظمت مظاهرة أخرى في ساحة الجمهورية بباريس ردد المتظاهرون فيها هتافات من قبيل "عاش نضال الشعب الفلسطيني" و"كلنا أبناء النكبة"، ورفعوا علمًا كبيرًا لفلسطين، ودمية ملفوفة بكفن أبيض عليها طلاء أحمر، ولافتات كتب عليها "الطلاب ضد الإبادة الجماعية. ادعموا المقاومة الفلسطينية" و"أوقفوا الإبادة الجماعية".

وفي اليونان، شهدت أثينا تظاهرة نظمها حزب "ميرا25"، وهو حزب يوناني يساري، شارك فيها زعيم الحزب وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، وعضو البرلمان الأوروبي كلير دالي، وسياسيون وناشطون من إيطاليا وأيرلندا وألمانيا.

وأدان المتحدثون في المظاهرة الهجمات الإسرائيلية على فلسطين وانتقدوا السياسات المؤيدة لـ”إسرائيل” التي تنتهجها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

‌من جانب آخر، أحيت شبكة مناصرة فلسطين الأسترالية (APAN) ذكرى "النكبة"، وخرجت في مظاهرات منددة للحرب الإسرائيلية على غزة وطالبت الحكومة بالعمل على إنهاء "التطهير العرقي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني".

وخرج طلاب جامعة ملبورن الأسترالية باحتجاجات تضامنية مع غزة. واستولى المتظاهرون على إحدى القاعات وأطلقوا عليها اسم "قاعة محمود" تخليداً لذكرى الطالب محمود الناعوق - الذي قُتل على يد القوات الإسرائيلية في غزة قبل أن يلتحق بالدراسة في أستراليا.

واستغلّ نشطاء بولنديون الذكرى، لتقديم التماس على مستوى البلاد يطالبون فيه الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي بسبب الحرب في غزة. إذ أصبحت الاحتجاجات ضد الحرب حدثاً منتظماً في بولندا منذ بداية هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

‌كما خرجت مظاهرات في هولندا، وألمانيا وأمريكا والسويد وإيطاليا، ودول أوروبية أخرى، للتأكيد على حقوق الفلسطينيين في ذكرى النكبة التي تأتي هذا العام بالتزامن مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر الماضي.