أثارت قناة "إم بي سي" غضبًا واسعًا بعد نشر تقرير وصفت فيه قادة المقاومة بالإرهابيين، مما أدى إلى استنكار شديد لوصفها مناضلي فلسطين بهذه الطريقة. بعد عام من الإبادة في غزة، أصبح واضحًا ما تقدمه كل قناة من محتوى سياسي وتحريضي، وهذا ليس مجرد "خطأ" يمكن التغاضي عنه.
في هذا السياق، حشدت حركة المقاطعة جهودها لمقاطعة مجموعة "إم بي سي" وأذرعها الإعلامية التي تسعى لتشويه الحقائق. دعت الحركة إلى مقاطعة كافة الوسائل الإعلامية التي تتبنى نفس السياسة التحريرية وتروج "للسياسات الاستعمارية"، مثل "العربية" و"الحدث" و"سكاي نيوز عربية" و"MTV"، بالإضافة إلى بعض الصحف الممولة من النظامين السعودي والإماراتي، مثل "الشرق الأوسط". لقد ساهمت هذه المنصات في تبرير المجازر ضد شعبنا، والدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي، وتبنّت الرواية الصهيونية التي تحرّض ضد مقاومة الشعوب.
إن هذه الآلة الإعلامية الناطقة بالعربية ليست مجرد وسيلة لتكريس التطبيع مع الاحتلال، بل تشكل "جزءًا من الحرب الاستعمارية على الوعي العربي". وفي هذا السياق، دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى مقاطعة "مجموعة MBC"، معتبرة إياها جزءًا من الجهد الإعلامي الاستعماري الذي يهدف إلى تضليل العالم وشيطنة المقاومة الفلسطينية المشروعة.
جزء كبير من معركتنا مع الاحتلال هو معركة الرواية، حيث نُدرك تمامًا أن السرد هو الذي يشكل وعي الشعوب ويؤثر على آراء العالم. لذا، نتعامل بحساسية كبيرة مع أي جهة تسعى لتشويه روايتنا أو تتبنى الرواية الاحتلالية، خصوصًا من القنوات والمنصات العربية ذات الجمهور الواسع، حيث من الواجب عليها أن تلتزم بتسليط الضوء على جرائم الاحتلال وانتهاكاته، بدلاً من الانصياع للخطاب الذي يبرر العدوان. هذه المعركة هي صراع حيوي للحفاظ على حقنا في التعبير ونقل الحقيقة، وعلينا جميعًا أن نكون حذرين في مواجهة كل محاولة لطمس واقعنا.