عمائم قررت أن تكسر الحاجز الأبدي، مع كيان الاحتلال والإبادة الجماعية، بمسمى "الزيارات الدينية" وتدوس في طريقها الذي يحرسه جيش الإبادة بضباطه وجنوده، على إرث طويل من القهر والجرائم وجولات العدوان والاستيطان والتهجير التي ارتكبها هذا العدو بحق السوريين شأنهم كشأن الفلسطينيين واللبنانيين والعرب جميعًا.
عبرت الحافلات المحملة بمن يسمون "شيوخ ووجهاء" الطائفة من سوريا الحدود نحو فلسطين المحتلة، لتقطع ويالسخرية، أراضي الجولان السوري المحتل، الذي يتمسك أهله بعروبتهم، ويرفضون ويتصدون منذ عقود لكل مشاريع ومخططات الأسرلة والتهويد، منحازين إلى شعبهم وقضيتهم، وقد دفعوا في التصدي للأسرلة والتجنيس والاستيطان ومزارع الرياح، دمًا وإصابات واعتقالات، يتعامى عنها القادمون من خلف الحدود، وعراب تطبيعهم الأكبر موفق طريف، المتصهين حتى النخاع، الملتصق بـ "إسرائيل" خدمة ووفاء وقتالًا تحت رايتها.
ستون عمامة نكرة، عبرت الحدود لتشرعن فصلًا جديدًا من التواطؤ والخيانة العلنية، لكننا نرى بأن العين أيضًا أن زيارتهم لا تمثل بأي حال من الأحوال موقف السوريين الرافضين للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذين تسابقوا من مختلف الطوائف والمناطق للتبرؤ من هذه الجريمة والقائمين عليها والمتسببين فيها من جانبي الحدود مع الأرض المحتلة.
في بلدة حضر المحتلة، التي ينتسب لها هؤلاء المطبعون الجدد، عبر الأهالي عن رفضهم القاطع لهذا التحرك، مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الطائفة الدرزية لخدمة مصالحه التوسعية في الجنوب السوري. وأشار البيان إلى أن هؤلاء المشايخ الذين عبروا إلى الأراضي المحتلة لا يمثلون الشعب السوري، بل يخدمون مصالح الاحتلال الذي لطالما ارتكب جرائم وانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني والجولان السوري المحتل.
إن هذه الزيارة هي جزء من مساعي الاحتلال الإسرائيلي لاختراق الصف الوطني السوري من خلال استغلال الطائفة الدرزية. وهي محاولة أخرى لتعزيز سياسة الاحتلال التوسعية في المنطقة. ولهذا، فإن كل محاولة للتطبيع مع هذا الكيان مرفوضة تمامًا، وسيظل أبناء سوريا بكل أطيافهم في صف المقاومة ضد أي اختراق إسرائيلي للنسيج الوطني السوري.