شهدت تونس في الأسابيع الأخيرة موجة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي استهدفت سلسلة متاجر "كارفور" الفرنسية بسبب اتهامات بتورط الشركة في دعم الاحتلال الإسرائيلي. في هذا السياق، نجح الناشطون التونسيون في إغلاق أكبر فروع "كارفور" في المرسى بالعاصمة تونس يوم السبت، حيث تصاعدت الاحتجاجات داخل المتجر وخارجه.
مقاطع الفيديو التي وثقها المحتجون على فيسبوك أظهرت دخول بعض المتظاهرين إلى المتجر والهتاف لمقاطعة المنتجات، بينما احتج آخرون أمام الباب الرئيسي، مما اضطر الإدارة إلى إغلاق المتجر لساعات. وصرح الناشط وائل نوار في تدوينة له أن هذا التحرك تسبب في خسائر مالية كبيرة، حيث قال: "إن الرقم الذي يحققه كارفور المرسى يوم السبت في تلك الثلاث ساعات يحسب بمئات الآلاف من الدينارات".
في مدن أخرى مثل صفاقس وسوسة، تواصلت الاحتجاجات ضد "كارفور" في الأيام الأخيرة، حيث أغلقت إدارات المتاجر أبوابها استجابة للمظاهرات الشعبية التي طالبت بوقف التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي. وقد دعت حملة المقاطعة التونسية المواطنين إلى عدم الشراء من هذه المتاجر ومطالبة الشركة الأم بإنهاء شراكاتها مع الاحتلال وسحب استثماراتها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن الموقف الذي يظهره الشعب التونسي اليوم هو تعبير حي عن التضامن الحقيقي والواعي مع فلسطين، حيث يواصلون بشجاعة كبيرة التصدي لكل محاولات التطبيع مع الاحتلال. في كل خطوة نحو مقاطعة "كارفور"، يثبت التونسيون أنهم جزء من معركة أوسع من أجل العدالة والحرية، وأنهم لن يرضوا إلا بأن يكونوا في الصف الأمامي في نضال فلسطين. التحية لكل من يرفع صوته، يعبر عن موقفه، ويثبت أن فلسطين ليست فقط قضية شعبها، بل هي قضية كل الأحرار في العالم. تونس تواصل تأكيد مواقفها المشرفة في الدفاع عن الحقوق والمبادئ، ولا تزال تحمل راية التضامن.
