يأتي الصيف، وتأتي معه رغبتنا لتناول البوظة،
لكن، هل تساءلنا يومًا عن أصل بعض الشركات المنتجة؟
في هذه المادة، نكشف لك أنواعًا شهيرة من البوظة تدعم الاحتلال بشكل مباشر أو عبر شركاتٍ أمّ تورّطت في تمويل الانتهاكات أو التعاون مع جيشه.
نضع بين يديك المعلومات، لتختار أنت أن تجد بديلًا يخفف عنك الحر ويدعم فلسطين.
ارتدى روبرت مارتن قميصًا يقول ما يجب أن يُقال: "قصف الأطفال ليس دفاعًا عن النفس". لم يكن مجرد قميص بل بيان تضامن حيّ، ورسالة تؤكد أن التضامن له وجوه عديدة، وأن الثوب قد يصبح لافتة.
على متن "حنظلة"، السفينة التي تمخر البحر بهدف إنقاذ أطفال غزة، اجتمع من لا يوفّرون طريقة للدفاع عن فلسطين — بالكلمة، بالصورة، بالفعل، وحتى باللباس. حيث كل تفصيل فيهم بات شاهدًا على وقوفهم مع فلسطين.. حتى القمصان.
تحوّلت سفينة حنظلة من قارب إلى منصة فنية تجوب البحار، حاملة صدى غزة في وجه العالم، حيث شكّلت رسوماتها وشعاراتها مساحة مفتوحة لرواية معاناة المحاصَرين في غزة وصمودهم.
وبجسدها الموشّى بالفن تُبقي القضية حيّة، وتدعو الشعوب لكسر جدار الصمت ورفض الحصار المفروض على غزة.
في خضم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تبرز أسماء وشركات لم تُلوّث أيديها بالبارود، لكنها لعبت أدوارًا محورية في تمكين الاحتلال من تنفيذ جرائمه تحت غطاء المساعدات. شركة “أوروبس”، التي تحمل واجهة تجارية تتعامل في الشحن والخدمات اللوجستية، تحوّلت إلى عنصر فاعل في “هندسة” مصائد الموت التي نُصبت للفلسطينيين على أبواب غزة.
لم تكن مشاركتها تقنية أو لوجستية فحسب، بل كانت تخطيطًا ميدانيًا وتنفيذًا مباشرًا لنقاط “المساعدات” التي تحوّلت إلى فخاخ حقيقية حصدت أرواح المدنيين الجائعين. من التعاون مع الجيش الإسرائيلي إلى الشراكة مع منظمات إنسانية مزعومة، لعبت “أوروبس” دورًا مزدوجًا خطيرًا، يُظهر كيف تتحول الشركات من مجرد مزوّد خدمات إلى أداة قمع وقتل.
اليوم، ومع تصاعد الوعي العالمي، بات من الضروري توثيق هذه الأدوار، ومحاسبة المتورطين، وفضح كل من تستّر خلف شعارات “المساعدة” لتغطية جرائم ممنهجة. “أوروبس” ليست شركة عادية، بل شريك مباشر في الجريمة.
في إبادة ممنهجة، يحاول الاحتلال طمس كل ما يدل على أن لهذه الأرض شعبًا وجذورًا. فلا يكتفي بالقصف، بل يستكمل جريمته بجرافات أجنبية.
شركات عالمية تتواطأ وتتربح، فتتحول الجرافة إلى أداة إبادة، والركام إلى غنيمة.
أطلقت سفينة “حنظلة”، التي ستنطلق اليوم الأحد 13 يوليو 2025 من ميناء سيراكيوز في إيطاليا، أولى تصريحاتها العلنية، مؤكدة هدفها الواضح: كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
وقالت ماريا إلينا، وهي إحدى أعضاء الطاقم الدولي على متن السفينة، في تصريح صحفي من على ظهر السفينة: "نبحر من أجل كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة”، مشددة على أن ما يحدث في القطاع هو جريمة مستمرة بحق الإنسانية.
في ظلّ انكشاف دور شركة مايكروسوفت، المُنتجة لـ"إكس بوكس"، في دعم البنية التحتية التكنولوجية للاحتلال خلال عدوانه على غزة، لم يقف الجمهور العربي مكتوف الأيدي. فقد ابتكر اللاعبون من مؤيدي القضية طرقًا فعّالة لتكبيد الشركة الخسائر دون الحاجة للتخلص من أجهزتهم، بل من خلال الامتناع عن تجديد الاشتراكات والخدمات المدفوعة. هذه المادة توثّق التواطؤ، وتفتخر بإبداع جمهورٍ جعل من المقاطعة موقفًا حتى في تفاصيل الترفيه.
في وقت تتزايد فيه محاولات تلميع صورة الشركات المتورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي عبر تمويل الثقافة والفنون، اختارت فرق موسيقية مستقلة حول العالم أن ترفع صوتها عاليًا: “الفن لا يُباع”. انسحبت فرق من فعاليات ترعاها شركة الاستثمار الأمريكية KKR، التي لا تكتفي بتمويل المهرجانات بل تستثمر في شركات تسليح ومراقبة تساهم في قمع الشعب الفلسطيني ودعم المستوطنات غير الشرعية.
قرار هذه الفرق لم يكن سهلًا، لكنه يعكس وعيًا متزايدًا بأن الفنون لا يجب أن تكون أداة للتغطية على الانتهاكات. فبينما تُغدق KKR الأموال على المسارح والمنصات الموسيقية، تواصل تمويل مشاريع تدعم الاستيطان والاحتلال وتنتزع حقوق الفلسطينيين على الأرض.
بينما تتهيأ سفينة "حنظلة" للإبحار من ميناء سيراكوزة في 13 تموز، يترقب العالم هذه المهمة النبيلة التي تمثّل تحديًا جديدًا للحصار الإسرائيلي على غزة. السفينة تمثل موقفًا شجاعًا وصرخة تضامن إنساني في وجه الصمت العالمي، وتحمل على متنها طاقمًا متنوعًا ورسائل أمل من حول العالم. وسندعم "حنظلة" كما دعمنا "مادلين"… فهي لم تهتز أمام اختطاف سابقتها، بل ستكمل رسالتها وتبحر بإصرار أكبر نحو غزة.
في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون الجامعات منارات للمعرفة والحرية، يقف معهد “التخنيون” الإسرائيلي شاهدًا على عكس ذلك تمامًا؛ فهو ليس مجرد مؤسسة أكاديمية، بل مختبر عسكري متنكر في عباءة العلم.
من قلب مدينة حيفا، يشارك “التخنيون” بفعالية في تطوير أدوات القتل التي تفتك بأهل غزة، من طائرات بدون طيار مزودة بالذكاء الاصطناعي، إلى أنظمة تعقب وتجسس تلاحق الفلسطينيين حتى في أنفاسهم. شراكاته مع شركات السلاح مثل “إلبيت سيستمز” و”رافائيل” تجعل منه أحد أذرع الاحتلال التكنولوجية، حيث يُصنع الموت داخل قاعات المحاضرات ويُختبر على أجساد الأطفال.
لكن الصمت لم يدُم.. من سيدني إلى دبلن، ومن كوازولو إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، أطلق الطلاب انتفاضاتهم الأكاديمية، رافضين أن تكون جامعاتهم جسورًا للتعاون مع مؤسسة متورطة في جرائم حرب. عرائض، اعتصامات، ووقفات احتجاجية دفعت جامعات مثل سيدني، ترينتي، وكوازولو إلى قطع علاقتها بـ”التخنيون”، في انتصارات تُحسب لصوت الضمير الطلابي.