لن ننجر وراء روايات كيان الإبادة. من دمّر المستشفيات وقَتل الأطباء لا يحق له أن يتحدّث عن أخلاقيات الحرب. ومن هنا، نرفض أن نصغي لبروباغندا الكيان الذي يرتكب الإبادة على مدى 20 شهرًا، جاعلًا من كل الأهداف الإنسانية هدفًا مشروعًا لجرائمه.
أمام المقولة التي راجت كثيرًا، لنا قول مضاد، ورأي قد يخالف الجمع، ليس دفاعًا عن الأنظمة، لكن تأكيدًا على الحقائق، ورفضًا للتطبيع مع الفكرة المسمومة، لهذا نقول “لا حدود لـ إسرائيل”.. ولكم الرأي.
انطلقت من تونس بمشاركة متضامنين من أكثر من 31 دولة، متحدّين الحصار والحدود لنقل صوت القضية الفلسطينية، والمطالبة برفع الحصار عن غزة.
ننتظر وصولها بفخر، ونحيّي كل من اختار أن يكون جزءًا من هذه المبادرة.
سُميت سفينة مادلين التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي على غزة باسم مادلين كُلاب، أول صيادة فلسطينية مسجلة رسميًا، تجسيدًا لصمودها في وجه الاحتلال.
من طفولتها على قارب الصيد إلى تأسيسها ناديًا نسويًا في غزة، تحولت مادلين إلى رمز نضال يُلهم العالم، تمامًا كما تسعى السفينة التي تحمل اسمها إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة الغزيين تحت الحصار.
طن واحد من الأدوية وكميات بسيطة من الإمدادات الغذائية التي تضم فقط حليب الأطفال والأرز والطحين، وعدد من الأطراف الصناعية وأجهزة تحلية المياه، هي كل حمولة القارب “مادلين” الذي كان يسعى للوصول إلى غزة وكسر حصارها بهذه الحمولة التي وصفها النشطاء على متنه بـ “الرمزية”.
أطلقت “مادلين” وأبطالها شرارة انتفاضة السفن مجددًا، وشقت طريق البحر لتفتح طريق البر لقافلة الصمود وآلاف النشطاء الذين يعتزمون الزحف برًا نحو غزة، لكن “مادلين” أطلقت أيضًا سؤالًا كبيرًا، لماذا البحر وليس البر؟ لماذا قارب محمل بكميات محدودة من الإمدادات، في الوقت الذي تتكدس آلاف شاحنات الإمدادات الطبية والغذائية بطول كيلومترات تحت لهيب الشمس الحارقة في سيناء، دون أن يُسمح لها بالعبور من معبر رفح، أو أن يفرض عبورها بضغط سياسي عربي قادر على فرض وقائع واستخدام أوراق قوة تجبر العدو على الإذعان أو تتركه في مواجهة مفتوحة مع عشرات آلاف النشطاء من كل دول العالم؟
أسئلة كبيرة طرحتها “مادلين” وإجابات أكبر يمكن لهذه الأمة وحكوماتها ومصر التي تشكل مظلة العمق العربي وأكبر دولة عربية أن تقدم أجوبة أو أن تنتزع مواقف قادرة على فرضها بما تمتلكه من أوراق قوة قادرة على إرغام العدو على فك حصاره عن غزة، أو أن تسبب له فضيحة دولية وصداع لا ينتهي.
على متن القارب المتجه لغزة يؤكد النشطاء أن ما يحملونه معهم من مساعدات هي كميات "رمزية" وأن الهدف الحقيقي هو كسر الحصار واتخاذ خطوة حقيقية على الأرض تجاه الإبادة المستمرة.
صحيح أن المساعدات رمزية بكمياتها، لكن كل صنف منها بتصل بحقائق قاسية على الأرض في غزة ابتداءً من الغذاء والدواء وليس انتهاءً بالأطراف الصناعية وأجهزة تحلية المياه وحتى الصحفيين والنشطاء الأجانب الممنوعين من دخول غزة لقرابة عامين.
ما تحمله "مادلين" لن يغير شيئًا من حقيقة المشهد في غزة، لكنه يسلط الضوء على حقيقة واحدة هي أن البحر لم يكن غاية بل وسيلة في ظل إغلاق معبر رفح، وأن الكميات الرمزية على القارب، يقابلها آلاف الأطنان مكدسة على الشاحنات التي تتلف في الحر والتكديس لانعدام قرار عربي بفتح المعبر أو ترك الاحتلال في مراجهة قوافل لا تنتهي من المتضامنين المستعدين للزحف إلى غزة مهما كان الثمن.
قد لا تستطيع الدول العربية ومصر في مقدمتها إرغام العدو على فتح المعبر، لكنها قادرة على جعل هذا الشريط الحدودي ساحة زحف سلمي ومواجهة تكلف الكيان فضيحة عالمية لا نهاية لها باصطدامه بآلاف النشطاء والنقابيين والإعلامييين العزل، ولتدفع "إسرائيل" ثمن جنونها وإجرامها وعنجهيتها أمام كل الدنيا.
هل تحب البطاطا؟ تأكّد إنها مش من إنتاج الاحتلال.
تواجه البطاطا الإسرائيلية حملة مقاطعة متصاعدة في أوروبا، بعدما كُشف أنها تُزرع في المستوطنات وتُسهم أرباحها في دعم شركات متورطة بجرائم الاحتلال. راجع مصدر البطاطا في متجرك، وشارك الوعي والتضامن، فالمقاطعة تبدأ من أبسط الخيارات.
اختاروا أن يبدأوا حياتهم من قلب المظاهرة، حيث الهتاف لفلسطين يصبح الزفة، وحيث التضامن يتوج قصص حبهم. تابعوا المادة لتتعرفوا على ثنائيات اختارت أن تحتفل بزفافها في مظاهرات دعم فلسطين، ليقولوا بذلك أن قضية فلسطين حاضرة في كل لحظات العمر وأهمها.
مع اقتراب فصل الصيف وتزايد اللقاءات العائلية، يُقبل كثيرون على شراء المنتجات الغذائية المعلبة والتغميسات الشهية، دون أن يدركوا أن بعض هذه المنتجات تُصدر عن شركات عالمية لها ارتباطات وثيقة بدعم الاحتلال الإسرائيلي.
لكن اختياراتك تصنع فرقًا، وبين خيار المقاطعة ودعم بدائل محلية أو منزلية، يملك المستهلك قوة لا يُستهان بها في دعم فلسطين ومواجهة منظومة اقتصادية تسهم في دعم الاحتلال.
شهدت ويكبيديا معارك تحريرية شرسة بين محاولات فرض الرواية الصهيونية واحتجاجات تحرّرية ترفض التزييف وتطالب بالعدالة للقضية الفلسطينية. من دورات “تحرير صهيوني” في القدس، إلى تصنيف مصادر مضللة، وتعديل عناوين عن الإبادة، وصولاً إلى تضامن ويكيبيديا العربية. يتجلى الصراع بين محاولة لطمس الحقيقة ومحاولة لنصرة القضية.