تناول صحفيون مطلعون على التكنولوجيا الإسرائيلية، خطورة التقدم التقني في برامج التجسس والمعدات العسكرية على الحياة الواقعية للفلسطينيين وممتلكاتهم في الأراضي المحتلة، في ظل ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي عقب هيكلة الحكومة الإسرائيلية لاقتصادها، عدا عن تقنيات الهجوم والردع حول الأمن السيبراني خلال العامين الماضيين.
وفي مقال له نشر عبر صحيفة العربي الجديد، أشار الكاتب عماد موسى إلى دور الذكاء الاصطناعي في توسيع السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية مستقبلًا، مؤكدًا على قوته في تصنيع وتطوير الطائرات العسكرية بدون طيار، عدا عن تفوقه في اتخاذ القرارات القتالية المبسطة.
وأشار موسى، إلى خطورة نمط الحرب المستقبلية التي يعرضها الذكاء الاصطناعي، لاسيما في ظل انبثاق معظم ابتكارات التكنولوجيا الفائقة من قلب مؤسسة الجيش الإسرائيلي ووحداته الاستخباراتية، عدا عن الشركات التي يتم التعاقد معها خارجيًا لتلبية احتياجات أجهزة الجيش.
ونوّه موسى، إلى استعداد الاحتلال الإسرائيلي لاستثمار معرفته التكنولوجية لتصبح "قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي"، مع التركيز بشكل أساسي على الحرب المستقلة، وذلك وفقًا لقائد الجيش الإسرائيلي "إيال زامير" الذي زعم أن الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2021، من خلال تحديد أماكن القادة وإجراء الهجمات الدقيقة.
من جانبه، أوضح الصحفي "أنتوني لوينشتاين" في مقال عبر موقع " كودا" الأمريكي، أن الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كـ "طبق بتري" - وهو طبق يستعمله علماء الأحياء لاستنبات الخلايا-؛ من أجل اختبار برامج التجسس قبل تصديرها إلى جميع أنحاء العالم، بالرغم من استمرار النقاشات الدولية حول خطر إساءة استخدام هذه التكنولوجيا، وانتهاكها لحقوق الإنسان.
وفي ظل إقامته لعدة سنوات في شرق القدس، أشار “لوينشتاين" إلى خطر برامج تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المستعملة في تعقّب الفلسطينيين بصورة متعمدة، عبر ما يسمى بـ "قطيع الذئاب"، التي تستخدم تطبيقي "الذئب الأزرق" "الذئب الأحمر"؛ لمسح وجوه الفلسطينيين وإضافتها إلى قواعد بيانات ضخمة للمراقبة من دون موافقتهم.
وأشار “لوينشتاين"، إلى احتواء قواعد البيانات على جميع المعلومات المتوفرة عن الفلسطينيين، منوهًا إلى قدرة التطبيقات الإسرائيلية على اختراق أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وكشف“لوينشتاين"، عن استغلال كيان الاحتلال لتفوقه في تكنولوجيا المراقبة من أجل تشكيل حلفاء حول العالم، في ظل الإقبال الدولي الكبير على شراء برامج التجسس الإسرائيلية من أجل استخدامها كوسيلة رادعة تسهم في تحقيق أهداف الدول الدبلوماسية في ظل التخوف من أي هجوم مماثل للحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يفسّر تطوير طائرات مستقلة مع القدرة على الطيران، والرصد، والمهاجمة بالقليل من التدخل البشري في شركة "بوينغ" الأمريكية.