نجح الفنان البريطاني الداعم للقضية الفلسطينية، روجر ووترز، في دحض المزاعم الألمانية التي تتهمه بـ "معاداة السامية"، ليحقق بذلك فوزًا قانونيًا، فيما أقام عقبه حفلاته الموسيقية في مدينتي "كولونيا" و"هامبورغ" بحضور الآلاف، كما شارك بأخرى في "فرانكفورت"، وسمح له أن يقدم عروضه بالحفلات المقررة في "ميونيخ" و العاصمة "برلين".
ويأتي هذا النجاح نتيجة لعدم وجود معارضة شعبية ألمانية؛ لـ "معاداة السامية" المزعومة لووترز، حيث فشلت الأحزاب والمنظمات المدعية، في حشد أعضائها لمهاجمته في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد إطلاقه حملة عالمية من أجل مقاطعة شاملة للاحتلال الإسرائيلي.
وتعقيبًا على ذلك، كتب الصحفي الألماني والخبير في "معاداة السامية الحديثة" أليكس فيورهيرت"، مقالاً بعنوان "لا مكان لمعاداة السامية"، أشار فيه إلى أن فوز "ووترز" جاء في ظل ضعف المعارضة الألمانية وفشل في الحشد على أي نطاق كبير، قائلًا " المنظمات المعارضة هي من سمحت بهذا الفوز".
كما استعرض "فيورهيرت" عرض التنافر المعرفي لبلدية كولونيا، والتي تحدثت به عميدة كولونيا "هنرييت ريكير" ضد ووترز عبر تغريدة لها في تويتر كتبت فيها "لا يوجد مكان لمعاداة السامية في كولونيا" في إشارة لعدم ترحيبها به كفنان موسيقي، بينما أعلنت شركة "Cologne-Tourism GmbH" المملوكة للمدينة عن حفله، الذي حضره أكثر من 10 آلاف مقابل 250 متظاهرًا في معارضته.
وبرّر"فيورهيرت" عدم مشاركة الغالبية العظمى من أعضاء المجتمع اليهودي في كولونيا للاحتجاج ضد ووترز، بضعف الجهود التي تبذلها المنظمات الصديقة للاحتلال الإسرائيلي في ألمانيا، وفشلها في معارضة حركة المقاطعة.
كما عقب "فيورهيرت" على فشل نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا "أبراهام ليرر"، في بناء نموذج تنظيمي داخل مجتمع كولونيا الذي يضم أكثر من(4000) عضو، وضعف عمل جمعية الصداقة الألمانية الإسرائيلية (DIG)، التي تسعى إلى تعزيز العلاقات الألمانية الإسرائيلية، بتمويل من الخارجية الألمانية، معللًا ذلك بميول رئيسها "فولكر بيك" لمناهضة للصهيونية.
وأشار إلى تضاؤل الإقبال على الاحتجاجات المؤيدة لـ "إسرائيل"، بالمقارنة بالتي تنطلق لمقاطعتها، رغم وجود أكبر مجتمع إقليمي يهودي في ألمانيا، بلغ عدد أعضائه عام 2021 أكثر من 8000 يهودي.
ويذكر أن فوز "ووترز" جاء في ظل انشغال المجتمع المؤيد للاحتلال الإسرائيلي في ألمانيا، بعقد المؤتمرات وورش العمل، ونشر الدراسات، بطريقة هشة وغير منظمة؛ لمواجهة انتشار "معاداة السامية الحديثة "في ألمانيا.