تحت وسم #الحرية_لأمين، أطلق أنصار القضية الفلسطينية حملة تطالب بالإفراج الفوري عن رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة أمين أبو راشد، والذي اعتقلته السلطات الهولندية منذ 60 يومًا بذريعة "الدواعي الأمنية" وسط اتهامات باطلة بعد التحريض المباشر عليه من قبل اللوبي الإسرائيلي، مؤكدين على ضرورة تحريك القضية وفضح الظلم الواقع عليه.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته مجموعة من الناشطين الأوروبيين في العاصمة الهولندية أمستردام، أشار المتحدثون إلى الظروف الصحية التي يعانيها أبو راشد في السجن، مشيرين إلى أن اعتقاله جاء على خلفية عمله الإنساني لدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير والعودة.
كما تناول المتحدثون مطالب عائلة أبو راشد مع اقتراب جلسة محاكمته المقررة في 4 أكتوبر القادم في محكمة روتردام، مطالبين بدعم أبو راشد عبر الحضور إلى الجلسة إسنادًا له ولعائلته.
وحضر المؤتمر زوجة الأسير أبو راشد ومحاميه "نايك بريمن" إلى جانب المتحدث الرسمي باسم الحملة "أوسكار بيرغمان".
من جانبها، طالبت شبكة صامدون للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين بإسقاط جميع التهم الموجهة إلى أبو راشد والإفراج الفوري عنه من السجن الهولندي.
كما دعت الشبكة جميع المنظمات الفلسطينية والتقدمية إلى دعم أبو راشد والانضمام إلى الحملة المطالبة بإطلاق سراحه، وبالانضمام إلى جلسة الاستماع العلنية المقررة في 4 أكتوبر القادم، إسنادًا ودعمًا لقضيته.
وحول قضية أبو راشد قال المحامي "بريمن" : "ما يفاجئنا بملف أمين بشكل مستمر هو أنه يتم الاعتماد على تقارير تمت كتابتها عن طريق مصادر خارج هولندا، وهذه التقارير جميعها تأتي ملونة".
كما أوضح المحامي أن الادعاء العام اعتقل الناشط أبو راشد بتهمة "تمويل جمعيات إرهابية، وتحويل ما يقارب 5.5 مليون يورو لحماس".
وبينما أكد المحامي على عدم وجود أي إثبات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على علاقة أبو راشد "بتمويل الإرهاب"، أشار المحامي إلى أن الادعاء العام يجري تحقيقًا بتهمة أبوراشد بناءً على المشاعر فقط وأنه ليس هناك أي إثبات، كما نوه المحامي إلى عدم اكتمال الملف لديه منذ اليوم الأول لاعتقال أبو راشد.
وأضاف "للأسف هولندا هي أحد البلدان القليلة في أوروبا التي لديها اعتقال على ذمة التحقيق، وبينما يأخذ التحقيق مجراه فهو غير معروف لدينا إلى متى سيتم الاعتقال" معربًا عن استغرابه من عدم استدعاء الملف إلى مركز الشرطة.
من جهتها، أشارت زوجة الناشط أبو راشد إلى أن زوجها يعاني من حالة صحية حرجة، لا سيما وأنه من ذوي الإعاقة ومبتور اليد، منوهةً إلى أنه يحصل على بعض الدواء في السجن بالرغم من حاجته إلى عناية خاصة.
وأضافت: "زوجي محتجز، فقط لأن إسرائيل تريد ذلك، وحسب المحامين لا يوجد أي مسوغ لاعتقاله، هي فقط رواية إسرائيلية مفبركة للضغط علينا وعلى زوجي بشكل خاص، بسبب الأعمال الإنسانية التي يقدمها للشعب الفلسطيني" مردفةً "لا أفهم كيف يحصل هذا في بلد شعرنا فيه بالأمان، وتحترم فيه القيم الإنسانية".
وبينما أشارت زوجة أبو راشد إلى رفض السلطات الهولندية لطلبها بنقل مكان احتجاز زوجها لمنطقة قريبة من منزلها، طالبت القضاء الهولندي بإنهاء حالة الظلم والإفراج الفوري عن زوجها، معربةً عن ثقتها بالقضاء الهولندي.
بدوره، أكد "بيرغمان" على عدم وجود أي مخالفات قانونية لأبو راشد، داعيًا إلى دعم حملة #الحرية-لأمين في الوقت الذي شكر فيه الحاضرين والمتضامنين عبر منصات التواصل الاجتماعي مع الناشط أبوراشد.
كما شدد بيرغمان على انشغال أبو راشد بالمساعدة الإنسانية منذ 35 عامًا، مشيرًا إلى مساعدته للكثيرين في فلسطين وسويا ولبنان والأردن عدا عن عملها المستمر من أجل فلسطين الأمر الذي جعله هدفًا للوبي الصهيوني.
ونوه إلى أن اعتقال السلطات الهولندية لأبو راشد جاء بعد عودته من مؤتمر فلسطينيي أوروبا في السويد قبل شهرين، استجابةً لمطالب الاحتلال الإسرائيلي، معربًا عن ثقته بأنه سيتم إبطال جميع التهم في ظل استخدام الادعاء الهولندي لتهم كاذبة تخدم رواية الاحتلال.
وأشار بيرغمان إلى أن اللوبي الصهيوني وكيان الاحتلال يستهدف كل من يعمل من أجل غزة وكسر الحصار عنها أو يدعو لحق العودة بذريعة "الإرهاب"، مضيفًا "إسرائيل ليس لديها الحق أن تقول في هولندا من يجب أن يذهب إلى السجن ومن لا".
فيما أكد على ضرورة اليد الطويلة للاحتلال في الادعاء الهولندي الذي يقوم بالعديد من الأخطاء في هذه القضية.
يذكر أن السلطات الأمنية الهولندية اعتقلت الناشط الفلسطيني أمين أبو راشد في شهر حزيران الماضي، ووجهت له شبهات بإرسال مبالغ مالية إلى منظمات مرتبطة بحركة “حماس”.
فيما يشار إلى أن أبو راشد يعمل رئيسًا لمؤتمر “فلسطينيي أوروبا” وهو يحمل الجنسية الهولندية، ومعروف بنشاطه الإنساني لأجل القضية الفلسطينية، حيث يعتبر أبو راشد أحد أكثر الأشخاص نشاطًا في الحركة الفلسطينية في هولندا.
وعمل أبو راشد في العديد من المنظمات والمؤسسات المجتمعية، مثل "الجالية الفلسطينية في هولندا" و"البيت الفلسطيني" لتمكين الفلسطينيين في هولندا، وتنظيم المظاهرات من أجل تحرير فلسطين.
كما أن لدى أبو راشد تاريخ طويل في العمل على دعم التضامن الدولي مع فلسطين، خاصة من خلال مشروع أسطول الحرية لإبحار القوارب إلى غزة لكسر الحصار.