شنّت منظمات صهيونية حملة تحريضية ضد المفوضة الأممية لحقوق الإنسان "نافي بيلاي” بتهمة "معاداة السامية"، في محاولة لمنع تكريمها في المؤتمر الدولي المقرر عقده بين 19 و21 أكتوبر في نيويورك؛ على خلفية توثيقها للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ومن المقرر أن تحصل "بيلاي" على "جائزة الإنجاز المتميز" في المؤتمر.
اقرأ أيضًا: مطالبات إسرائيلية بإقالة المقررة الأممية "فرانشيسكا ألبانيز"🤬
وطالبت المنظمات الداعمة للاحتلال شركات المحاماة ومكاتب كل من "ديبيفواز وبليمبتون" و"جيبسون" و"دان وكراتشر" و"وايت وكيس" بإلغاء رعايتها للمؤتمر الذي ينظمه الفرع الأمريكي لرابطة القانون الدولي في أكتوبر المقبل، رفضًا لوجود المفوضة الأممية "بيلاي"، زاعمين بأنها تتبنى أجندة "تمييزية ضد الشعب اليهودي".
ومن المقرر أن تحصل بيلاي، التي شغلت منصب مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بين عامي 2008 و 2014، وعملت كقاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية بين عامي 2003 و2008، على "جائزة الإنجاز المتميز" داخل المؤتمر.
اقرأ أيضًا: منسق أممي يدعو لوقف التوسع الاستيطاني 👏
وفي الرسالة التي وقعتها أكثر من 30 منظمة في كل من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا، زعمت المنظمات الداعمة للاحتلال بأن "استمرار المشاركة في المؤتمر يرقى إلى إضفاء الشرعية على التعصب"، كما ادّعت أن المشاركين يؤيدون فعليًا "معاداة السامية".
وضمن المزاعم، ذكرت المنظمات في رسالتها أن "بيلاي أظهرت مرارًا تحيزًا يقوّض بشكل أساسي الحرب ضد معاداة السامية وآفاق السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وسلامة القانون الدولي".
اقرأ أيضَا: لجنة أممية تطلق دراسة قانونية حول شرعية الاحتلال 👏
من جانبها، استنكرت المقررة الأممية "فرانشيسكا ألبانيز" المزاعم التي أطلقتها المنظمات الصهيونية ضد “بيلاي”، مؤكدةً أنها ادّعاءات "لا أساس لها".
وأضافت ألبانيز "يبدو أن هذه المنظمات مصممة لنشر المعلومات المضللة وتشويه سمعة أي شخص يشارك في قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والانتهاكات المرتبطة به".
كما أوضحت أن تكتيكات هذه المنظمات اُستخدمت منذ فترة طويلة لحماية سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين من التدقيق، وصرف الانتباه عن الحقائق القاسية على الأرض.
وفي تعقيبه على التحريض ضد “بيلاي”، قال الوزير السابق في حكومة جنوب إفريقيا "روني كاسريلز": "إنه من المشين أن يحاول اللوبي المؤيد لإسرائيل تخويف مكاتب المحاماة من تكريم بيلاي".
كما أكد على معارضة “بيلاي” البارزة للتمييز العنصري بجميع أشكاله، كما أضاف "إنها بطلة لحقوق الإنسان والعدالة لجميع الناس".
يذكر أن حكومة الاحتلال تصف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشكل روتيني بأنه" متحيز"، كما ترفض التعاون مع التحقيقات التي تقودها الأمم المتحدة.
فيما يشار إلى أن “بيلاي” دافعت في عام 2010 عن تقرير حقّق في الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة 2008-2009، كما أنشأت في عام 2021 لجنة للتحقيق في الانتهاكات للقانون الدولي في الضفة والقدس المحتلتين.
وخلصت اللجنة إلى أن هناك "أدلة موثوقة على أن إسرائيل ليس لديها نية لإنهاء الاحتلال، ولديها سياسات واضحة لضمان السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية المحتلة، كما تعمل على تغيير التركيبة السكانية من خلال الحفاظ على بيئة قمعية للفلسطينيين وبيئة مواتية للمستوطنين الإسرائيليين".
وفي عام 2022، اضطرت “بيلاي” لإبلاغ رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدى تكتيكات التخويف، بعد سلسلة من الهجمات الشخصية من حكومة الاحتلال على لجنة التحقيق المكونة من ثلاثة أعضاء.